شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٣٢٣
باب الكبر 1 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبان، عن حكيم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أدنى الإلحاد فقال: إن الكبر أدناه.
* الشرح:
قوله (قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) من أدنى الإلحاد فقال: إن الكبر أدناه) لما كان السائل طالبا استحسن التأكيد في جوابه. والإلحاد: الميل عن الحق، والمراد به إما نفي الصانع أو إثبات الشريك له أو الأعم منهما، والكبر: العظمة وهي هيئة نفسانية تنشأ من تصور الإنسان نفسه أعظم من غيره وأعلى رتبة منه، وهي رذيلة تحت الفجور مقابل التواضع. وانما كان أدنى الإلحاد لأن المتكبر يلزمه إنكار الرب أو أثبات الشريك له من حيث لا يعلم وذلك لأن الكبر من الصفات المخصوصة بالرب باعتبار أنه متوقف على كمال الذات في الوجود والصفات والأفعال وجميع ذلك له تعالى لا لغيره بالضرورة، فإذن ليس المستحق للكبر إلا هو وأما غيره فهو ذليل فقير عاجز مضطر من جهات شتى.
فإذا تكبر لزمه القول بأنه شريك له وإن لم يقل به صريحا فيلزم الإلحاد بالمعنى الثاني.
وكذلك لزمه القول بنفيه تعالى لأن الصانع الذي له شريك ليس بصانع فيلزم الإلحاد بالمعنى الأول، ولما لم يكن من باب الإلحاد صريحا حكم بأنه أدناه وقريب منه، واعلم أن الكبر من المهلكات ومنشأوه الجهل، وإزالته وهي فرض العين يحتاج إلى معالجة علمية وعملية. أما العلمي فهو أن يعرف نفسه ويعرف ربه ويكفيه ذلك في إزالته فإنه إذا عرف نفسه حق المعرفة عرف أنه أذل الأشياء، وأن عليه التواضع والذلة والمسكنة، وإذا عرف ربه علم أنه لا يليق العظمة والكبرياء إلا به وأن كل من سواه عاجز مضطر عبد مملوك لا يقدر على شيء ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، فتنقطع عنه مواد البطر والكبرياء، وبواعث الفخر والخيلاء، وأما العملي فهو الاشتغال بأنواع العبادات والطاعات والمداومة لذكر الله والابتهال إليه والتضرع بين يديه وتفويض الأمر إليه وحسن المكالمة والمجالسة والمعاشرة مع الفقراء وغيرهم.
2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الكبر قد يكون في شرار الناس من كل جنس، والكبر رداء الله، فمن نازع الله عز وجل رداءه لم يزده الله إلا سفالا، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر في بعض طرق المدينة وسوداء تلقط السرقين فقيل لها: تنحي عن طريق رسول الله، فقالت: إن الطريق لمعرض فهم بها بعض القوم أن يتناولها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): دعوها فانها جبارة.
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430