شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٩٨
باب في ان المؤمن صنفان 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن نصير أبي الحكم الخثعمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن مؤمنان فمؤمن صدق بعهد الله ووفى بشرطه وذلك قول الله عز وجل: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فذلك الذي لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة وذلك ممن يشفع ولا يشفع له، ومؤمن كخامة الزرع، تعوج أحيانا وتقوم أحيانا، فذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة وذلك ممن يشفع له ولا يشفع.
* الشرح:
قوله (فمؤمن صدق بعهد الله ووفى بشرطه) لعل المراد بالعهد عهد الربوبية والايمان بالله وبرسوله وبما جاء به وبالوفاء بالشرط الاتيان بالمأمورات والانتهاء عن المنهيات وهذا المؤمن هو الناظر بعين بصيرته إلى مبادى جميع حركاته وسكناته ومآلهما، والمشاهد لأحوال نفسه في الفعل والترك فيعلم كل ما له فيقدم عليه، وكل ما عليه فيبعد عنه، وبالجملة هو الحارس الناظر إلى صلاح أحواله ظاهرا وباطنا.
(فذلك الذي لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة) أما الآخرة فلحسن استعداده لها وهو يقتضي الفراغ والأمن من أهوالها، وأما الدنيا فلعل المراد بأهوالها الهموم من فوات نعيمها لأن الدنيا ونعيمها لم تخطر بباله فيكف الهموم من فواتها، أو المراد أعم منها ومن عقوباتها ومكارهها ومصايبها لأنها عنده نعمة مرغوبة لا أهوال مكروهة، أو لأنها لا تصيبه لأجل المعصية فلا ينافي إصابتها لرفع الدرجات.
(وذلك ممن يشفع ولا يشفع له) لأنه من المقربين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فلا يحتاج إلى أن يشفع له وله درجة الشفاعة لغيره من أهل العصيان.
(ومؤمن كخامة الزرع تعوج أحيانا وتقوم أحيانا) شبه المؤمن بالخامة وهي الغضة اللينة من الزرع، وألفها منقلبة عن واو، وأشار إلى وجه التشبيه بقوله «يعوج أحيانا ويقوم أحيانا» والمراد باعوجاجه ميله إلى الباطل وهو متاع الدنيا والمعصية وهواء النفس ورداها. وبقيامه ميله إلى الحق وهو الآخرة والطاعة ومخالفة النفس في هواها وذلك تصيبه أهوال الدنيا ومكارهها مثل الأمراض وسكرات الموت لتخفيف ذنوبه، وأهوال الآخرة مثل المناقشة في الحساب وغيرها ويندرج فيها أهوال البرزخ ولكن ينجو بالشفاعة له وليست له درجة الشفاعة لغيره إلا أن يشاء الله بمجرد التفضل دون الاستحقاق.
2 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الله، عن خالد العمي عن خضر بن
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430