شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٣٥٤
باب سوء الخلق 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
* الشرح:
قوله (إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) سوء الخلق وصف للنفس يوجب للنفس فسادها وانقباضها وتغيرها على أهل الخلطة والمعاشرة وإيذائهم بسب ضعيف أو بلا سبب ولو فرض حقوق المعاشرة وعدم احتمال مالا يوافق طبعه منهم وقيل هو كما يكون مع الخالق أيضا بعدم تحمل مالا يوافق طبعه من النوائب والاعتراض عليه، ومفاسده وآفاته في الدنيا والدين كثيرة منها أنه يفسد العمل بحيث لا يترتب عليه ثمرته المطلوبة منه كما يفسد الخل العسل، وفيه تشبيه معقول بمحسوس للإيضاح وإذا أفسد العمل أفسد الإيمان أيضا كما صرح به في الخبر الآتي.
2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): أبى الله عز وجل لصاحب الخلق السيئ بالتوبة. قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: لأنه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه.
* الشرح:
قوله (قال النبي (صلى الله عليه وآله) أبى الله عز وجل لصاحب الخلق السيئ بالتوبة. قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: لأنه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه) الإباء بالتوبة يحتمل الإباء بوقوعها والإباء بقبولها، والسائل سأل عن حاله وسببه مع أن باب التوبة مفتوح للمذنبين، والله عز وجل يقبل التوبة عن عباده، والجواب أن الخلق السيئ يمنع صاحبه من التوبة والبقاء عليها ولو تاب من ذنب وقع عقبه بلا مهلة في ذنب أعظم منه لأن نقض التوبة ذنب مقرون بذنب آخر وهما أعظم من الأول، أو لأن ذلك الخلق إذا لم يعالج يعظم ويشتد قوته آنا فآنا وقوة المؤثر وعظمته مستلزمة لقوة الأثر وعظمته فالذنب الآخر أعظم من الأول وانما يتحقق تخلصه من هذه الذنوب بالتوبة من هذا الخلق ورفعه بمعالجات علمية وعملية كما هو المقرر في علاج جميع الصفات الذميمة.
3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة; عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن سوء الخلق ليفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل.
4 - عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن عثمان، عن الحسين بن مهران، عن
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430