باب سوء الخلق 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
* الشرح:
قوله (إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) سوء الخلق وصف للنفس يوجب للنفس فسادها وانقباضها وتغيرها على أهل الخلطة والمعاشرة وإيذائهم بسب ضعيف أو بلا سبب ولو فرض حقوق المعاشرة وعدم احتمال مالا يوافق طبعه منهم وقيل هو كما يكون مع الخالق أيضا بعدم تحمل مالا يوافق طبعه من النوائب والاعتراض عليه، ومفاسده وآفاته في الدنيا والدين كثيرة منها أنه يفسد العمل بحيث لا يترتب عليه ثمرته المطلوبة منه كما يفسد الخل العسل، وفيه تشبيه معقول بمحسوس للإيضاح وإذا أفسد العمل أفسد الإيمان أيضا كما صرح به في الخبر الآتي.
2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): أبى الله عز وجل لصاحب الخلق السيئ بالتوبة. قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: لأنه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه.
* الشرح:
قوله (قال النبي (صلى الله عليه وآله) أبى الله عز وجل لصاحب الخلق السيئ بالتوبة. قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: لأنه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه) الإباء بالتوبة يحتمل الإباء بوقوعها والإباء بقبولها، والسائل سأل عن حاله وسببه مع أن باب التوبة مفتوح للمذنبين، والله عز وجل يقبل التوبة عن عباده، والجواب أن الخلق السيئ يمنع صاحبه من التوبة والبقاء عليها ولو تاب من ذنب وقع عقبه بلا مهلة في ذنب أعظم منه لأن نقض التوبة ذنب مقرون بذنب آخر وهما أعظم من الأول، أو لأن ذلك الخلق إذا لم يعالج يعظم ويشتد قوته آنا فآنا وقوة المؤثر وعظمته مستلزمة لقوة الأثر وعظمته فالذنب الآخر أعظم من الأول وانما يتحقق تخلصه من هذه الذنوب بالتوبة من هذا الخلق ورفعه بمعالجات علمية وعملية كما هو المقرر في علاج جميع الصفات الذميمة.
3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة; عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن سوء الخلق ليفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل.
4 - عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن عثمان، عن الحسين بن مهران، عن