باب تذاكر الاخوان 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: شيعتنا الرحماء بينهم، الذين إذا خلوا ذكروا الله [إن ذكرنا من ذكر الله] إنا إذا ذكرنا ذكر الله وإذا ذكر عدونا ذكر الشيطان.
* الشرح:
قوله (شيعتنا الرحماء بينهم الذين إذا خلوا ذكروا الله) الرحماء جمع رحيم كالكرماء جمع كريم يعني إن شيعتنا هم الذين يتراحمون يرحم بعضهم بعضا، والحصر المستفاد من تعريف الخبر باللام للمبالغة والإشعار بأن من لم يتصف منهم بهذه الصفة كأنه ليس بشيعة وربما يدل عليه لفظ الشيعة أيضا لأنها من المشايعة وهي المتابعة فمتى لم يتحقق معنى المتابعة لهم في الأعمال والصفات لم يتحقق معنى التشيع حقيقة، والموصول خبر بعد خبر للإشارة إلى وصف آخر لهم وهو ذكر الله تعالى بالقلب واللسان في حال خلوتهم ثم أشار بقوله «انا إذا ذكرنا ذكر الله» إلى أن ذكرهم (عليه السلام) ذكر الله عز وجل حقيقة لأن ذكرهم عبارة عن ذكر شرف ذواتهم وصفاتهم وكمالاتهم التي هي أفضل نعمائه تعالى عليهم ونقل أحاديثهم المرغبة في الرجوع إليه جل شأنه فهو عين ذكره تعالى، أو مجازا باعتبار أن ذكرهم مستلزم لذكره تعالى، أو باعتبار كمال الإيصال بينهم وبينه تعالى حتى كان ذكرهم ذكره ويعرف من هذه الوجوه بالمقايسة أن ذكر عدوهم ذكر الشيطان.
2 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكرا لأحاديثنا وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم، وإن تركتموها ضللتم وهلكتم، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم.
* الشرح:
قوله (تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكرا لأحاديثنا) لأن زيارة المؤمنين بعضهم بعضا لوجه الله تعالى يوجب سرور القلب وقربه من الحق وكل ما يوجب ذلك فهو سبب لحياته وفيه ترغيب في ذكر أحاديثهم والتفاوض فيها عند التلاقي، والمراد بها أحاديثهم مطلقا سواء تعلقت بالأعمال أو الأخلاق وإن كان قوله (وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض) بأحاديث الأخلاق أنسب. والزعيم الكفيل.
3 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الوشاء، عن منصور بن يونس، عن عباد بن كثير