باب ادخال السرور على المؤمنين 1 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سر مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر الله.
* الشرح:
قوله (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من سر مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر الله) سرور المؤمن يتحقق بفعل موجباته مثل أداء دينه أو تكفل مؤونته أو ستر عورته أو رفع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء حاجته أو إجابة مسألته، والسرور من السر وهو الضم والجمع لما تشتت، والمؤمن إذا مسته فاقة أو عرضته حاجة أو لحقته شدة فإذا سددت فاقته وقضيت حاجته ودفعت شدته فقد جمعت عليه ما تشتت من أمره وضممت ما تفرق من سره ففرح بعد همه واستبشر بعد غمه ويسمى ذلك الفرح سرورا.
2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن رجل من أهل الكوفة يكنى أبا محمد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة وصرف القذى عنه حسنة، وما عبد الله بشيء أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن.
3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن فيما ناجى الله عز وجل به عبده موسى (عليه السلام) قال: إن لي عبادا ابيحهم جنتي واحكمهم فيها قال: يا رب ومن هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها؟ قال: من أدخل على مؤمن سرورا، ثم قال: إن مؤمنا كان في مملكة جبار فولع به فهرب منه إلى دار الشرك، فنزل برجل من أهل الشرك فأظله وأرفقه وأضافه فلما حضره الموت أوحى الله عز وجل إليه وعزتي وجلالي لو كان [لك] في جنتي مسكن لأسكنتك فيها ولكنها محرمة على من مات بي مشركا ولكن يا نار هيديه ولا تؤذيه ويؤتى برزقه طرفي النهار، قلت: من الجنة؟ قال: من حيث شاء الله.
* الشرح:
قوله (إن فيما ناجى الله عز وجل به عبده موسى (عليه السلام) قال: إن لي عبادا أبيحهم جنتي وأحكمهم فيها) الظاهر أن أبيحهم من الإباحة بالباء الموحدة أي جعلت الجنة مباحة لهم وأذنت لهم في التبوء حيث يشاؤون وقد أخبر الله عز وجل عنهم بقوله: (وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده