باب الروح الذي أيد به المؤمن 1 - الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى، جميعا، عن علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن مسلم، عن أبي سلمة، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن سنان، عن أبي خديجة قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فقال لي: إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي، فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه وتسيخ في الثرى عند إساءته فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا وتربحوا نفيسا ثمينا، رحم الله امرأ هم بخير فعمله أوهم بشر فارتدع عنه، ثم قال:
نحن نويد الروح بالطاعة لله والعمل له.
* الشرح:
قوله (إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي) لعل المراد بالروح هنا الملك كما مر، وبالإحسان الإتيان بالطاعات، وبالاتقاء الاجتناب عن المنهيات.
(وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي) أي يتجاوز عن حدود الشريعة ويظلم على نفسه أو على غيره (فهي معه تهتز) أي تتحرك (سرورا عند إحسانه) سروره لمشاهدة طاعة الرب وتعظيمه وصلاح العبد وقربه.
(وتسيخ في الثرى عند إساءته) أي تدخل فيه دخول الرجل في الماء فإذا فرغ عاد وفيه ترغيب في اجتناب الذنوب وتخويف بمفارقة هذه النعمة الجليلة لامكان أن لا تعود أصلا لسد النفس الامارة مسالك عودها بزبر الشهوات.
(فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم) بترك الرذائل من الأخلاق والأعمال وتحصيل الفضائل منهما فإنكم إن تعاهدتم بذلك (تزدادوا يقينا) فإن الإنسان بإصلاح النفس ومحاسبتها وتزكيتها كما ينبغي يترقى عن درجة علم اليقين ويبلغ مرتبة حق اليقين التي يشاهد فيها جمال الأسرار اللاهوتية (1) وكمال الأنوار الملكوتية (وتربحوا نفيسا ثمنيا) وهي الجنة ودرجاتها العالية