شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢١٦
* الشرح:
قوله (مثل المؤمن كمثل خامة الزرع تكفئها الرياح كذا وكذا وكذلك المؤمن تكفئه الأوجاع والأمراض) مر شرحه في باب أن المؤمنين صنفان.
(ومثل المنافق كمثل الإرزبة المستقيمة التي لا يصيبها شيء حتى يأتيه الموت فيقصفه قصفا) الإرزبة بكسر الهمزة مع التثقيل والجمع أرازب وفي لغة: مرزبة بميم مكسورة مع التخفيف، والعامة تثقل مع الميم، قال ابن السكيت: وهو خطأ، والجمع مرازب بالتخفيف أيضا وهي عصية من حديد يكسر بها الحجر والمدر والقصف: الكسر، تقول قصفت العود قصفا فانقصف مثل كسرته فانكسر وزنا ومعنى وربما استعمل لازما أيضا فقيل قصفته فقصف، والمقصود من هذا التمثيل أن المنافق يؤخذ بغتة أخذا شديدا وهو أشد أنواع الأخذ.
ومثل هذه الرواية رواها مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال «مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تكفئها الرياح تصرعها مرة وتعدلها حتى يأتيه أجله، ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية التي لا تصيبها حتى يكون انجعافها مرة واحدة» وفي رواية أخرى «مثل الكافر» قال عياض: الخامة هي الزرع أول ما ينبت، ومعنى «تكفيها» بضم التاء: تميلها الريح وتلقيها بالأرض كالمصروع ثم تقيمه يقوم على سوقه، ومعنى المجذية: الثابتة، يقال أجذى يجذى، والانجعاف: الانقطاع، يقال: جعفت الرجل صرعته. وقال محي الدين: الأرزة بفتح الهمزة وسكون الراء: شجر معروف بالشام ويسمى بالعراق الصنوبر، والصنوبر انما هو ثمره وسمي الشجر باسم ثمره، وحكى الجوهري في راء الأرزة بالفتح، وقال بعضهم هي الآرزة بالمد وكسر الراء على وزن فاعلة، وأنكره أبو عبيد، قال أهل اللغة: الآرزة بالمد: النابتة، وهذا المعنى صحيح هاهنا، فإنكار أبي عبيد إنكار الرواية لا إنكار اللغة، وقال أبو عبيد: شبه المؤمن بالخامة التي تميلها الريح لأنه يرزأ في نعمته وأهله وماله، وشبه الكافر بالأرزة لأنه لا يرزأ في شيء حتى يموت، وإن رزىء لم يوجر حتى يلقى الله تعالى بذنوب جمة.
26 - علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما لأصحابه: ملعون كل مال لا يزكى، ملعون كل جسد لا يزكى ولو في كل أربعين يوما مرة، فقيل: يا رسول الله أما زكاة المال فقد عرفناها فما زكاة الأجساد؟
فقال لهم: أن تصاب بآفة، قال: فتغيرت وجوه الذين سمعوا ذلك منه، فلما رآهم قد تغيرت ألوانهم قال لهم: أتدرون ما عنيت بقولي، قالوا: لا يا رسول الله، قال: بلى الرجل يخدش الخدشة وينكب النكبة ويعثر العثرة ويمرض المرضة ويشاك الشوكة وما أشبه هذا - حتى ذكر في حديثه اختلاج العين -.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430