باب السفه 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن السفه خلق لئيم، يستطيل على من [هو] دونه ويخضع لمن [هو] فوقه.
* الشرح:
قوله (إن السفه خلق لئيم يستطيل على من دونه ويخضع لمن فوقه) السفه قد يقابل الحكمة الحاصلة بالاعتدال في القوة العقلية وهو وصف للنفس يبعثها على السخرية والاستهزاء والاستخفاف والجزع والتملق وإظهار السرور عند تألم الغير والحركات الغير المنتظمة والأقوال والأفعال التي لا تشابه أقوال العقلاء وأفعالهم منشأه الجهل وسخافة الرأي ونقصان العقل.
وقد يقال الحلم الحاصل بالاعتدال في القوة الغضبية وهو وصف للنفس يبعثها على البطش والضرب والشتم والخشونة والتسلط والغلبة والترفع ومنشأه الفساد في تلك القوة وميلها إلى طرف الإفراط ولا يبعد أن ينشأ من فساد القوة الشهوية أيضا وهو خلق لئيم يستطيل أي يقهر من دونه ويخضع لمن فوقه طلبا لرضاه وطمعا في ماله وجاهه، والاستطاله من فساد القوة العقلية والغضبية، والخضوع من فساد القوة العقلية والشهوية، والظاهر جر «لئيم» بالإضافة إذ رفعه بالوصف يوجب ارتكاب نوع تجوز في وصف الخلق باللئيم والاستطالة.
2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي المغرا، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تسفهوا فإن أئمتكم ليسوا بسفهاء.
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): من كافأ السفيه بالسفه فقد رضي بما أتى إليه حيث احتذى مثاله.
* الشرح:
قوله (لا تسفهوا فإن أئمتكم ليسوا بسفهاء) نقل عن المبرد وثعلب أن سفه بالكسر متعد، وبالضم لازم، فإن كسرت الفاء هنا كان المفعول محذوفا أي لا تسفهوا أنفسكم، والخطاب للشيعة كلهم، والغرض من التعليل هو الترغيب في الأسوة، والغرض أنكم إن سفهتم نسب من خالفكم السفه إلى أئمتكم كما ينسب الفعل إلى المؤدب وأئمتكم ليسوا بسفهاء فينبغي أن لا تسفهوا لئلا ينسب ذلك إلى أئمتكم.
قوله (وقال أبو عبد الله (عليه السلام)) الظاهر أنه رواية أخرى بحذف الاسناد.
(من كافأ السفيه بالسفه فقد رضي بما أتى إليه حيث احتذى مثاله) حيث تعليل للرضا بما أتى