باب المصافحة 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن يحيى بن زكريا، عن أبي عبيدة قال: كنت زميل أبي جعفر (عليه السلام) وكنت أبدأ بالركوب، ثم يركب هو فإذا استوينا سلم وساءل مساءلة رجل لا عهد له بصاحبه وصافح، قال: وكان إذا نزل نزل قبلي فإذا استويت أنا وهو على الأرض سلم وساءل مساءلة من لا عهد له بصاحبه، فقلت: يا ابن رسول الله إنك لتفعل شيئا ما يفعله أحد من قبلنا وإن فعل مرة فكثير، فقال: أما علمت ما في المصافحة، إن المؤمنين يلتقيان، فيصافح أحدهما صاحبه، فلا تزال الذنوب تتحات عنهما كما يتحات الورق عن الشجر، والله ينظر إليهما حتى يفترقا.
* الشرح:
قوله (قال كنت زميل أبي جعفر (عليه السلام) وكنت أبدأ بالركوب ثم يركب هو) الزميل كأمير: العديل الذي حمله مع حملك على البعير وقد زاملك عادلك، والزميل أيضا: الرديف والرفيق في السفر الذي يعينك على أمورك. ولعل تأخره (عليه السلام) في الركوب تواضع منه لصاحبه وإراحة للمركوب بعدم المبادرة إلى الركوب، ومنه يفهم وجه تقدمه في النزول وقد رغب في المصافحة بعد فعلها بقوله:
أما علمت ما في المصافحة إلى آخره وهي أخذ اليد باليد، والأولى إلصاق صفح الكف بالكف والغمز يسيرا وإقبال الوجه بالوجه، والأولى بعد ذلك اشتباك الأصابع في الأصابع، وفضلها كثير وثوابها جزيل، من ذلك سقوط الذنوب عنهما ونظر الله اليهما بعين الرحمة والشفقة والإحسان حتى يفترقا، وقد يتركها المبتلى بالوسواس تحرزا عن نجاسة أخيه المؤمن التي توهمها ولم يعلم أن المؤمن طاهر مطهر وطيب مبارك، وأن ما توهمه خصلة شنيعة توجب ترك السنة وأذى المؤمن ومتابعة الشيطان وهذا الجاهل يسميه احتياطا ولا يعلم أن هذا الاحتياط بدعة مخالفة للشريعة.
2 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي خالد القماط، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن المؤمنين إذا التقيا وتصافحا أدخل الله يده بين أيديهما، فصافح أشدهما حبا لصاحبه.
* الشرح:
قوله (أدخل الله يده بين أيديهما) أي يد وليه الغائب عن الأبصار أو اليد مجازا عن الرحمة أو النعمة والإحسان وتمثيل لقربها من المتصافحين حتى كأنهما يتناولانها والوجه في الخبر الآخر مستعار للجود.
3 - ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أيوب، عن السميدع، عن مالك بن أعين الجهني، عن أبي