باب تفريج كرب المؤمن 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن زيد الشحام قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده فنفس كربته وأعانه على نجاح حاجته كتب الله عز وجل له بذلك ثنتين وسبعين رحمة من الله، يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته ويدخر له إحدى وسبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة وأهواله.
* الشرح:
قوله (من أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده) الإغاثة: النصرة والإعانة، واللهفان:
المكروب، يقال: لهف - من باب منع - لهفا فهو لهفان ولهف فهو ملهوف، واللهثان، والعطشان يقال:
لهث الكلب - من باب منع أيضا - لهثا فهو لهثان إذا أخرج لسانه من شدة العطش والحر. والجهد بالفتح والضم المشقة، وقيل بالضم الطاقة وبالفتح المشقة والكربة والشدة والمشقة للنفس عند طريان الحاجة ونحوها والتنفيس أعم من إزالة كلها أو بعضها، والثواب الموعود حاصل في كليهما.
وفي أحاديث هذا الباب والأبواب السابقة دلالة واضحة على أن من سعى في حاجة المؤمن حتى قضاها كان له من الأجر بتنفيس كربته ما ذكر في هذا الباب وللسعي في حاجته ما ذكر في باب قبله، ولقضاء حاجته وادخال السرور عليه ما ذكر في بابيهما.
2 - علي بن إبراهيم، عن [أبيه، عن] النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أعان مؤمنا نفس الله عز وجل عنه ثلاثا وسبعين كربة واحدة في الدنيا وثنتين وسبعين كربة عند كربته العظمى، قال: حيث يتشاغل الناس بأنفسهم.
* الشرح:
قوله (واحدة في الدنيا) يحتمل أن يراد بالوحدة الشخصية والنوعية فتشمل كرب الدنيا كلها.
3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن نعيم، عن مسمع أبي سيار، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كرب الآخرة وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد، ومن أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم.
* الشرح:
قوله (وهو ثلج الفؤاد) ثلجت نفسي كنصر ثلوجا وثلجا: اطمأنت إليه وسكنت ووثقت به، والرحيق الخمر أطيبها أو أفضلها أو الخالص أو الصافي والمراد به خمر الجنة والمختوم المصون