باب سلامة الدين 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن أيوب بن الحر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (فوقاه الله سيئات ما مكروا) فقال: أما لقد قسطوا عليه وقتلوه ولكن أتدرون ما وقاه؟ وقاه أن يفتنوه في دينه.
* الشرح:
قوله في قول الله عز وجل (فوقاه الله سيئات ما مكروا) أي شدائد مكرهم وخدعهم، والضمير في وقاه راجع إلى مؤمن آل فرعون، وفي تفسير النيشابوري: الأصح أنه كان قبطيا ابن عم لفرعون واسمه سمعان أو حبيب أو جبرئيل وقيل كان إسرائيليا، وقيل: الضمير راجع إلى موسى (عليه السلام); ويرده قوله (عليه السلام) (أما لقد قسطوا عليه وقتلوه) لأنهم لم يقتلوا موسى (عليه السلام) كما يرد قول من قال من المفسرين إنهم لم يقتلوا مؤمن آل فرعون وإنه هرب منهم إلى الجبل فلم يقدروا عليه.
والقسط بالفتح والسكون، والقسوط بالضم: الجور يقال: قسط قسطا وقسوطا من باب ضرب: جار وعدل عن الحق.
2 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى عن عبيد، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
كان في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه: إعلموا أن القرآن هدى الليل والنهار ونور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة، فإذا حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم، واعلموا أن الهالك من هلك دينه والحريب من حرب دينه، ألا وإنه لا فقر بعد الجنة، ألا وإنه لا غنى بعد النار، لا يفك أسيرها ولا يبرأ ضريرها.
* الشرح:
قوله (اعلموا أن القرآن هدى الليل والنهار) ترغيب في تلاوته فيهما واقتباس العلوم والأحكام والأخلاق منه لأنه يهدي إلى جميع المقاصد.
(ونور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة) يمكن أن يراد بالليل المظلم القلب الجاهل أو المنكدر بظلمة الجهد والفاقة لأن القرآن نوره والناظر إليه المتدبر بما فيه من الأسرار والأخلاق والنصائح والمواعظ يعلم كيفية التخلص منها.
(فإذا حضرت بلية) يمكن دفعها بالأموال (فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم) ووقاية لها لئلا يفوت عنكم النفس والمال جميعا.
(وإذا نزلت بكم نازلة) توجب فساد الدين لو اخترتم حياة النفس.