رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أشد الناس بلاء في الدنيا؟ فقال النبيون ثم الأمثل فالأمثل ويبتلى المؤمن بعد على قدر إيمانه وحسن عمله فمن صح إيمانه وحسن علمه اشتد بلاؤه، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه.
* الشرح:
قوله (ويبتلى المؤمن بعد على قدر إيمانه وحسن عمله فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه) كلما زاد ايمان رجل زاد قربه من الله، وكلما زاد قربه زاد حبه وكلما زاد حبه زاد استحقاقه لعطاياه وأعظم عطاياه البلية; لأنها توجب رفع الذنوب والخطايا وسلب الميل إلى الدنيا والتضرع بين يدي المولى والوصول إلى الدرجة العليا والاختصاص بأعلى مقام الشرف والزلفى والنجاة من أهوال العقبى حتى توصله إلى أعلى درجات المحبين وأقصى مراتب المقربين. نعم ما قيل:
أبليت من أحببت يا حسن البلاء * وخصصت بالبلوى رجالا خشع أحببت بلواهم وطول حنينهم * وأطلت ضرهم لكي يتخضعوا (ومن سخف إيمانه) سخف الشيء سخفا بالضم وسخافة بالفتح من باب قرب قربا وقرابة أي رق ونقص (وضعف عمله) بالكمية والكيفية. (قل بلاؤه) لضعف محبته وهو يقتضي قلة عطيته لأنه تعالى إذا أحب عبدا حبا صب عليه البلاء صبا.
3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروإن، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن عظيم الأجر لمع عظيم البلاء، وما أحب الله قوما إلا ابتلاهم.
* الشرح:
قوله (إن عظيم الأجر لمع عظيم البلاء) يعني أن البلاء والأجر متوازنان فإن زاد البلاء زاد الأجر وإن نقص نقص (وما أحب الله قوما إلا ابتلاهم) بأنواع المشاق الدنيوية من العلل والأمراض والأوجاع والفقر والخوف والمصائب في النفس والأهل والمال لينفرهم عن الدنيا ويعدهم للإقبال إليه والتضرع بين يديه حتى يبلغ كمال محبته وينال ما عنده من الأجر الجميل والثواب الجزيل.
4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا، عن حماد ابن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأوصياء، ثم الأماثل فالأماثل.
5 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لله عز وجل عبادا في الأرض من خالص عباده ما ينزل من السماء تحفة إلى