حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض.
* الشرح:
قوله (إن الله عز وجل ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة) شبه تعاهده وحفظه للمؤمن بالبلاء وإرساله إليه بتعاهد الرجل الغائب وحفظه لأهله بالهدية وإرسالها إليه وفيه تشبيه البلاء بالهدية، والغرض هو النفع وهو وإن كان في المشبه أدوم وأوفر لكنه في المشبه به أجلى وأظهر.
(ويحميه الدنيا كما يحمى الطبيب المريض) الحمى: المنع أي يمنعه عن الدنيا ويزوي عنه فضولها ويقطع عنه أسبابها ويبعد عنه المهلك من لذاتها كيلا يتدنس بها ولا يسكن قلبه إليها ولا تقف نفسه عليها كما يمنع الطبيب المريض عن تناول ما يضره من الأطعمة والأشربة شفقة عليه ومحبة له فينبغي للمؤمن الذي حماه الله تعالى عنها أن يعد ذلك من أجل نعماء الله ويفرح بذلك ويشكره به ويفرغ قلبه عنها إلى ذكره ويصير ويسعى في طريق محبته حتى يدخل في أعلى منازل المقربين وأقصى درجات المحبين.
18 - علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن محمد بن بهلول العبدي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لم يؤمن الله المؤمن من هزاهز الدنيا ولكنه آمنه من العمى فيها والشقاء في الآخرة.
* الشرح:
قوله (لم يؤمن الله المؤمن من هزاهز الدنيا ولكنه آمنه من العمى فيها والشقاء في الآخرة) هززته أي حركته، والهزاهز الفتن يهتز فيها الناس (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) والعمى عمى القلب الموجب للجهل بالله والتنفر عن الحق والبعد من الايمان وكل ذلك يوجب الشقاء في الآخرة.
19 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن نعيم الصحاف عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: إني لأكره للرجل أن يعافي في الدنيا فلا يصيبه شيء من المصائب.
20 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن نوح بن شعيب، عن أبي داود المسترق، رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) دعي النبي (صلى الله عليه وآله) إلى طعام فلما دخل منزل الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت فتقع البيضة على وتد في حائط فثبتت عليه ولم تسقط ولم تنكسر، فتعجب