قيل أن يهوديا رث الهيئة والحالة رأى فقيها وعليه لباس حسن فقال: ألستم تروون عن نبيكم «أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» فأين ذلك من حالي وحالك؟ فأجابه بأنه إذا مت وصرت إلى ما أعد الله لك من العذاب علمت أن الدنيا كانت جنة لك، وإذا مت أنا وصرت إلى ما أعد الله لي من النعيم علمت أن الدنيا كانت سجنا لي.
7 - عنه، عن محمد بن علي، عن إبراهيم الحذاء، عن محمد بن صغير، عن جده شعيب قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الدنيا سجن المؤمن فأي سجن جاء منه خير.
8 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن داود بن أبي يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن مكفر.
* الشرح:
قوله (المؤمن مكفر) (1) وفي رواية أخرى: «وذلك أن معروفه يصعد إلى الله فلا ينشر في الناس، والكافر مشكور» الرواية الأخرى تفسر الأولى، ولعل بناء هذا التفسير على أن المؤمن يخفى معروفه من الناس ولا يفعله رياء وسمعة فيصعد إلى الله فلا ينشر فيهم وإلا فالصعود إلى الله مع الإعلان به لا يستلزم عدم نشره فيهم، وعلى هذا فكون الكافر مشكورا معناه أن معروفه لكونه واقعا إعلانا لا لوجه الله ينشر في الناس ولا يصعد إلى الله، وللأولى تفسير آخر أنسب بعنوان الباب، ولعل المصنف باعتباره ذكره فيه وهو أن المؤمن مكفر أي مرزء في نفسه وماله ومصاب بمصيبة لتكفر