شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢١٠
الايمان والبلاء متساويان.
11 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه، يذكر به.
* الشرح:
قوله (المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه يذكر به) حزن حزنا من باب علم والاسم الحزن بالضم فهو حزين ويتعدى في لغة قريش بالحركة يقال حزنني الأمر يحزنني من باب قتل، قاله ثعلب والأزهري، وفي لغة تميم بالألف ومنع أبو زيد استعمال الماضي من الثلاثي فقال: لا يقال حزنه وإنما يستعمل المضارع من الثلاثي فيقال يحزنه عروض أمر يوجب حزن المؤمن في تلك المدة من لطف الله تعالى عليه لتنفيره عن الدنيا وتنبيهه عن الغفلة وتذكيره للآخرة وإصلاحه لنفسه وإقباله إلى الله تعالى وينبعث من ذلك التفكر فيما فات من عمره في الخيالات وما فرط منه من الهفوات الموجبة لدوام الحسرات والقلب بذلك يرق ويصفو ويتدارك ما فات ويستعد لما هو آت، وقد روي أن الله تعالى أوحى إلى داود (عليه السلام) طهر قلبك بالهموم والأحزان على ما يفوت مني، وقال بعض السلف: القلب الذي لا حزن فيه كالبيت الخراب.
12 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن معاوية بن عمار، عن ناجية قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن المغيرة يقول: إن المؤمن لا يبتلى بالجذام ولا بالبرص ولا بكذا ولا بكذا؟
فقال: إن كان لغافلا عن صاحب ياسين إنه كان مكنعا - ثم رد أصابعه - فقال: كأني أنظر إلى تكنيعه أتاهم فأنذرهم، ثم عاد إليهم من الغد فقتلوه، ثم قال: إن المؤمن يبتلى بكل بلية ويموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه.
* الشرح:
قوله (إن المغيرة يقول: إن المؤمن لا يبتلى بالجذام ولا بالبرص ولا بكذا وكذا فقال: إن كان لغافلا عن صاحب ياسين إنه كان مكنعا) «إن» في «إن كان» مخففة بدليل دخول اللام على خبر كان.
لا يقال صاحب ياسين هو مؤمن آل فرعون لما سيأتي في هذا الباب من رواية يونس بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لقد كان مؤمن آل فرعون مكنع الأصابع فكان يقول هكذا ويمد يديه ويقول (يا قوم اتبعوا المرسلين) وهذا ينافي ما صرح به علماء التفسير من أنه غيره وصرح به السيوطي (كذا؟) في العرايس أيضا قال كان مؤمن آل فرعون اسمه خربيل من أصحاب فرعون وكان نجارا وهو الذي نجر التابوت لأم موسى حين قذفته في البحر; وقيل إنه كان خازنا لفرعون قد خزن له مائة سنة وكان مؤمنا مخلصا يكتم إيمانه فأخذ يومئذ مع السحرة وقتل صلبا، وهو الذي ذكره الله
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430