إقامة بعد إقامة وألزم على طاعتك لزوما بعد لزوم. وأصل «لبيك» لبين لك حذفت اللام ثم النون للإضافة.
8 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن زيد الزراد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن عظيم البلاء يكافأ به عظيم الجزاء، فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء، فمن رضي فله عند الله الرضا ومن سخط البلاء فله عند الله السخط.
* الشرح:
قوله (إن عظيم البلاء يكافأ به عظيم الجزاء) الكفء: النظير، ومنه كافأه إذا ساواه، وكل شيء ساوى شيئا حتى صار مثله فهو مكافئ له، والمكافاة بين الناس من هذا، ومعناه أن عظيم البلاء يساويه عظيم الجزاء.
(فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء) أي إذا أراد الله أن يوصل الخير إلى عبده وأن يرحمه ويرضى عنه ويدخله الجنة ويرفع درجته فيها وهو نقي عن الذنوب ابتلاه ببلاء عظيم إما بأمراض جسمانية أو بمكاره روحانية.
(فمن رضي فله عند الله الرضا ومن سخط البلاء فله عند الله السخط) أي فمن رضي عن الله بما قضى عليه من البلاء وصبر وشكر فله رضاه تعالى ورضوانه وإحسانه عند اللقاء في دار البقاء، ومن سخط البلاء وكره القضاء ولم يرض بحكم الله فيه وإجراء البلاء عليه جرى عليه حكم الله وسخط فيلقاه وهو محروم عما أعده الله للصابرين الشاكرين من أهل البلاء، وإنما لم ينسب السخط إليه تعالى كما نسب إليه الرضا للتنبيه على أن السخط ليس من صفاته تعالى ومرادا له تعالى حقيقة، بل إنما هو جزاء عمل العبد، وفيه تنبيه على أن الأجر للبلاء انما يكون لمن رضى وصبر، وتحريص للعبد على الصبر والرضاء الموجبين للإكرام والاصطفاء.
9 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زكريا بن الحر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر دينه - أو قال: - على حسب دينه.
10 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابه، عن محمد بن المثنى الحضرمي، عن محمد بن بهلول بن مسلم العبدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه.
* الشرح:
قوله (انما المؤمن بمنزلة كفة الميزان) الظاهر أنه تشبيه تمثيلي متضمن لتشبيه الايمان بالجنس المرغوب الموزون، وقوله (كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه) إشارة إلى وجه التشبيه وإلى أن