شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٧١
والهوان، وهو خبر كان، وفاعل عظم ضمير الأخ، وضمير «به» عائد إلى الموصول، والباء للسببية (كان خارجا من سلطان بطنه) أي لم يكن لبطنه سلطنة وغلبة حيث أمات قوته الشهوية. وذكر لهذا علامتين فقال:
(فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد) أي فلا يشتهي ما لا يجد من نعم الدنيا ولا يشتاق إليها ولا يكثر إذا وجد شيئا منها وذلك لأنه ترك الدنيا لهوانها، والدرجة العليا والغاية القصوى من ترك الدنيا قطع المألوفات وترك المستحسنات وعدم صرف الهمة إلى تحصيل ما لم يجد من المشتهيات وإكثار ما وجد من الزهرات.
(كان خارجا من سلطان فرجه) أي لم يكن فرجه عليه سلطنة أصلا أو فيما لا يجوز استعماله فيه. وذكر لهذا أيضا علامتين فقال:
(فلا يستخف له عقله ولا رأيه) استخفه خلاف استثقله، ومعناه طلب منه الخفة يعني فلا يطلب لأجل فرجه وقضاء شهوته الخفة من عقله ورأيه أو تدبيره في إطاعتهما له. والحاصل أنه لا يجعل عقله ورأيه خفيفين سريعين مطيعين له في قضاء حوائج الفرج بل عقله رزين ورأيه متين لا يحركهما عواصف اللذات، وإرجاع الضمير في له إلى الأخ، ورفع عقله وما عطف عليه بعيد (وكان خارجا من سلطان الجهالة) لكونه كاملا في القوة العقلية فلا سلطنة للجهل عليه وذكر لهذا علامة فقال:
(فلا يمد يده إلا على ثقة لمنفعة) لأن العاقل العالم الكامل لا يتناول شيئا إلا على ثقة ويقين بكونه منفعة لكونه عارفا بحقائق الأشياء ومباديها ومآلها ومنافعها ومضارها بخلاف الجاهل فإن أكثر ما يتناوله مضر في الدنيا والآخرة.
(وكان لا يتشهى ولا يتسخط ولا يتبرم) أي كان لا يحب الدنيا ولا يرغب فيها ولا يتسخط بنصيبه منها وإن قل، أو لا يستقله من تسخط عطاءه إذا استقله أو لا يغضب لأجلها ولا يضجر ولا يغتم بفواتها (كان أكثر دهره صماتا) أي كثير السكوت إلا عن الخير، والمراد بالدهر هنا مدة العمر (فإذا قال بذ القائلين) أي فإذا تكلم بالحق غلب على القائلين وسبقهم لكمال عقله وكثرة علمه وصيرورة المعارف ملكة في جوهر نفسه.
(كان لا يدخل في مراء ولا يشارك في دعوى ولا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا) في المصباح:
ماريته أماريه مماراة ومراء: جادلته، ويقال ماريته أيضا إذا طعنت في قوله تزييفا للقول وتصغيرا للقائل. ولا يكون المراء إلا اعتراضا بخلاف الجدال فإنه يكون ابتداء واعتراضا، وأدلى بحجته:
احتج بها وأثبتها فوصل بها إلى دعواه. يعنى كان لا يتعرض للمجادل وتزييف قوله ولا يتصدى
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430