شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٦٦
21 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: صلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بالناس الصبح بالعراق، فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف الله، ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإنهم ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا، بين أعينهم كركب المعزى، يبيتون لربهم سجدا وقياما يراوحون بين أقدامهم وجباهم، يناجون ربهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون.
* الشرح:
قوله (لقد عهدت أقواما على عهد خليلي) العهد «ديدن وياد داشتن» ومنهم سلمان وأبو ذر وعمار وابن التيهان - بتشديد الياء وسكونها - وذو الشهادتين وهؤلاء الثلاثة قتلوا في صفين وغيرهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية في صفين فقاتلوا حتى قتلوا.
(شعثا غبرا خمصا بين أعينهم كركب المعزى) كأن الأخير جمع الخميص وهو الجائع والأولين مؤنث الأشعث والأغبر كحمراء وأحمر، والتأنيث بتأويل الجماعة، والأشعث: المنتشر أمره والمتغير لونه والمتلبد شعره لقلة تعهده بالدهن والمتسخ ثوبه من غير استحداد ولا تنظف، والأغبر: المتلطخ بالغبار، والركب: جمع الركبة كالغرف جمع الغرفة، والمغر: اسم جنس لا واحد له من لفظه وهي ذوات شعر من الغنم، الواحدة: شاة وتفتح العين وتسكن والمعزى ألفها للإلحاق لا للتأنيث، ولهذا تنون في النكرة، والذكر ماعز، والأنثى ماعزة، والمقصود من هذا التشبيه هو وصفهم بكثرة السجود لأنه يحصل بها في الجبهة صلابة وخشونة لكثرة وضعها على الأرض (يراوحون بين أقدامهم وجباههم) أي إذا تعبت أقدامهم بطول القيام يراوحون بينها وبين الجباه فيضعون الجباه على التراب تواضعا لله وتذللا له.
(والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون) أي وهم خائفون من رد أعمالهم، مشفقون من عذاب النار وخوفهم من ذلك يعود إلى الخوف مما يحكم به الأوهام من حسن العبادة وكمالها ووقوعها على الوجه المطلوب الموصل إلى الله تعالى قطعا مع انقياد النفس الأمارة بالسوء لها، وهذا الوهم والانقياد مبدءان للتعجب بالعبادة والتقاصر عن الازدياد، والخوف من ذلك باعث على العمل والسعي فيه وفي تجويده، وكاسر للعجب ومبدئه. والعجب من المهلكات.
22 - عنه، عن السندي بن محمد، عن محمد بن الصلت، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: صلى أمير المؤمنين (عليه السلام) الفجر ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح وأقبل على الناس بوجهه، فقال: والله لقد أدركت أقواما يبيتون لربهم سجدا وقياما
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430