يخالفون بين جباههم وركبهم، كأن زفير النار في آذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر، كأنما القوم باتوا غافلين، قال: ثم قام فما رئي ضاحكا حتى قبض صلوات الله عليه.
* الشرح:
قوله (حتى صارت الشمس على قدر رمح) في بعض النسخ على قيد رمح. القيد: القدر.
(يخالفون بين جباههم وركبهم) أي يضعون جباههم على التراب خلف وضع ركبهم عليه يأتون بأحدهما عقب الآخر.
(كأن زفير النار في آذانهم) أشار به إلى سبب تمرنهم بالطاعات وإحياء الليالي بالعبادات وهو كون علمهم بأحوال الجنة والنار في مرتبة عين اليقين.
(وإذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر) أي مالوا وتحركوا واضطربوا، وفيه تلميح إلى قوله تعالى (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم).
(كأنما القوم باتوا غافلين) اللام للعهد والمراد أنهم مادوا واضطربوا عند ذكره تعالى خشية منه كأنهم باتوا غافلين عنه تاركين لعبادته لعدم اعتدادهم بها نظرا إلى كمال عظمته تعالى، والغرض من هذا الحديث هو الحث على الاقتداء به.
(فما رئي ضاحكا حتى قبض صلوات الله عليه) لاستيلاء الخوف على قلبه الطاهر والخوف الشديد يوجب الحزن الدائم.
23 - علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر إلى من اشتد ورعه وخاف خالقه ورجا ثوابه وإذا رأيت هؤلاء فهؤلاء أصحابي.
* الشرح:
قوله (إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر إلى من اشتد ورعه وخاف خالقه ورجا ثوابه) أشار به إلى أن أصحابه من أقر به وتبعه في العمل واتصف بالخوف والرجاء المستلزمين للزهد في الدنيا والإقبال إلى الآخرة وقد دلت عليه روايات أخر وكأن المراد بهم الخلص من الشيعة وهم الذين دلت الروايات على أنهم لا يدخلون النار.
24 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا، المتزاورون في إحياء أمرنا، الذين إن غضبوا لم يظلموا وإن رضوا لم يسرفوا، بركة على