شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٧٥
لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويستخرج في الغربال خلق كثير» (1)، ورابعها: السنون وهي الجدب والقحط قال الله تعالى (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين) والواحد السنة وهي محذوفة اللام، وفيها لغتان أحدهما جعل اللام هاء والأصل سنهة وتجمع على سنهات مثل سجدة وسجدات وتصغر على سنيهة، وأرض سنهاء: أصابتها السنهة أي الجدب، والثانية جعلها واوا والأصل سنوة وتجمع على سنوات مثل شهوة وشهوات وتصغر على سنية. وأرض سنواء: أصابتها السنوة وتجمع في اللغتين كجمع المذكر السالم أيضا فيقال: سنون وسنين وتحذف النون للإضافة، وفي لغة تثبت الياء في الأحوال كلها وتجعل النون حرف إعراب تنون في التنكير ولا تحذف مع الإضافة كأنها من أصول الكلمة، وعلى هذه اللغة قوله (صلى الله عليه وآله): اللهم اجعلها عليهم سنين كسنين يوسف. وخامسها: الطاعون وهو الموت من الوباء والجمع الطواعين وطعن الإنسان بالبناء للمفعول أصابه الطاعون فهو مطعون. وسادسها: اختلاف يبددهم أي اختلاف بينهم بالتدابر والتقاطع والتنازع أو غيرها يبددهم ويفرقهم تفريقا شديدا تقول بددت الشيء بدا من باب قتل إذا فرقته، والتثقيل مبالغة وتكثير.
(شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب) الهرير صوت الكلب وهو دون النباح وهو مصدر هر يهر من باب ضرب وبه يشبه نظر الكماة بعضهم إلى بعض، ومنه ليلة الهرير وهي وقعة كانت بين علي (عليه السلام) ومعاوية بظاهر الكوفة، وفيه إشارة إلى أن الشيعة من كسر قوته الشهوية والغضبية فإن إفراط القوة الغضبية في رجل يجعله شبيها بالكلاب وإفراط القوة الشهوية يجعله شبيها بالغراب.
(ولا يسأل عدونا وإن مات جوعا) كأنه من باب المبالغة أو مع إمكان سؤال غير العدو، وإلا فالظاهر أن السؤال مطلقا عند ظن الموت من الجوع واجب، ثم المراد بالسؤال السؤال بلا عوض، وأما معه كالاقتراض فالظاهر أنه جائز.
(قلت جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء) لقلة وجود من اتصف بالصفات المذكورة.
(قال في أطراف الأرض) لأنهم يستوحشون من الناس لما رأوا منهم ما يوجب تنفر القلوب عنهم (أولئك الخفيض عيشهم) العيش «زندگانى» والخفض: الراحة، ووجه كون عيشهم خفيضا أنهم تركوا الدنيا ولم يحملوا على أنفسهم ثقل ملاذها ونزهوا قلوبهم عن لوث همومها وغمومها (المنتقلة ديارهم) لأنهم سايحون في الأرض وليس لهم مسكن معين لأن طلب الفيض المستعد

1 - تقدم في المجلد السادس ص 320.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430