شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٦٩
(وعفى نفسه بالصيام والقيام) أي جعلها صافية خالصة أو جعلها مندرسة ضعيفة ذليلة لأن الصيام والقيام بوظائف الطاعات يكسران شهوة النفس، وفي بعض النسخ عنا نفسه بالعين المهملة والنون المشددة أي أتعب، والعناء بالفتح والمد: التعب.
(قالوا بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله هؤلاء أولياء الله) أي نفديك بآبائنا وأمهاتنا فالباء للتفدية بحذف الفعل وهي في الحقيقة باء العوض نحو خذ هذا بهذا، وقولهم هؤلاء أولياء الله استفهام.
ويحتمل أن يكون خبرا قصد به لازم الحكم وهو علمهم بذلك.
(قال: إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا) لاشتغال قلوبهم الطاهرة بذكر الله تعالى وذكر علمه وقدرته وحكمته بملاحظة آثاره الغريبة وأفعاله العجيبة وحمل الذكر على السكوت للمبالغة في السببية والاشعار بكونه لازما غير منفك وكذا في القرائن الآتية وهذا إما رد لقولهم: هؤلاء أولياء الله، يعني أولياء الله صنف آخر صفاتهم فوق الصفات الثلاثة المذكورة أو تصديق له، ووصف للأولياء بصفات أخرى زيادة على الصفات المذكورة، وأمر التأكيد على الأول ظاهر لكون المخاطب مترددا أو حاكما بخلافه، وأما على الثاني مع أن المخاطب قائل بالحكم مصدق له فلصدوره عنه (صلى الله عليه وآله) عن كمال الرغبة ووفور النشاط لأنه في وصف أولياء الله بأعظم الصفات فكان مظنة التأكيد، كما ذكره الشيخ في الأربعين وصاحب الكشاف عند قوله تعالى (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون).
(ونظروا فكان نظرهم عبرة) نظروا إلى الأشياء كلها وعبروا من أخسها إلى أحسنها، مثلا نظروا إلى الدنيا والآخرة فرأوا بعين البصيرة أن الدنيا دار الغرور، والآخرة دار القرار فطلبوا الآخرة واشتغلوا بإصلاحها وتركوا الدنيا بأسرها ونظروا إلى أحوال الصالحين وأحوال الفاسقين، وعرفوا التفاوت بينهما فطلبوا الأسوة بالصالحين.
(ونطقوا فكان نطقهم حكمة) وهي ما ينفع في الآخرة من العلوم والمعارف والعقائد الصحيحة والأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة، وهداية الخلق إليها وحثهم عليها، وذلك لكمال اعتدالهم في القوة العقلية.
(ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة) لأن قصدهم رفع الحوائج عن الناس وطلب المنافع لهم ودفع المضار عنهم مع أن وجودهم سبب لسعة أرزاقهم ورفع البلاء عنهم.
(لولا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تقر أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا إلى الثواب) أراد أن غلبة الشوق إلى ثواب الله والخوف من عقابه على نفوسهم القدسية إلى غاية أن أرواحهم لا تستقر في أجسادهم من ذلك، لولا الآجال التي قد كتبت عليهم، وهذا الخوف والشوق
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430