شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٧٦
لقبوله لابد له من رفع الموانع وأعظمها صحبة الناس، الذين طبايعهم معوجة وقلوبهم منكوسة، وعقولهم ضعيفة، وشهواتهم قوية، ورفع هذا المانع لا يمكن إلا بالفرار من ديارهم، ورفض الميل إلى أطوارهم.
(إن شهدوا لم يعرفوا) لعدم شهرتهم وخمول ذكرهم بين الناس.
(وإن غابوا لم يفتقدوا) أي لم يطلبوا لاستنكاف الناس من صحبتهم وعدم اعتنائهم بشأنهم وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «إن الله يحب من خلقه الأصفياء الأخفياء الشعثة رؤوسهم، المغبرة وجوههم، الخمصة بطونهم الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم، وإن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن ماتوا لم يشهدوا».
(ومن الموت لا يجزعون) لأن أولياء الله يحبون الموت ويتمنونه لرفع الحجاب والتخلص من ألم الفراق فكيف يجزعون منه.
(وفي القبور يتزاورون) أي يزور بعضهم بعضا في البرزخ إلى يوم يبعثون وهم أحياء مرزوقون، أو يزور أحياؤهم أمواتهم في المقابر، والأموات لا يؤذون الزائر ولا يغتابون الغائب ويعظون الحاضر بلسان الحال بل بلسان المقال.
(وإن لجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموه) لنزاهة نفوسهم وطهارة قلوبهم ورفق صدورهم وإحاطة علمهم بأن قضاء حوائج المضطر الملتجئ من صفات الكرام، ورده مع الاقتدار من سمات اللئام (لن تختلف قلوبهم وإن اختلفت بهم الديار) أي قلوبهم متوافقة غير مختلفة وإن كانت ديارهم مختلفة متباعدة لأن مقصدهم واحد وطريقتهم واحدة بخلاف غيرهم فإن قلوبهم مختلفة لأنهم تابعون للنفس الأمارة بالسوء وأهوائها وطرقها مختلفة أو قلب كل واحد غير مختلف ولا متغير من حال إلى حال وإن اختلفت دياره ومنازله، لأنسه بالله وعدم تعلقه بغيره فلا يستوحش بالوحدة والغربة واختلاف الديار، لأن مقصوده وأنيسه واحد حاضر معه في الديار كلها بخلاف غيره لأن قلبه لما كان متعلقا بغيره تعالى يأنس به إذا وجده ويستوحش إذا فقده. هذا من باب الاحتمال والله يعلم.
28 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم كان ممن حرمت غيبته وكملت مروءته وظهر عدله ووجبت اخوته.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430