شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٦٠
من نحل جسمه كمنع وعلم ونصر وكرم نحولا: ذاب من مرض أو سفر ونحوهما (الذين إذا جنهم الليل) أي سترهم، (استقبلوه بحزن) في تفكر أمر الآخرة وأهوالها، واستقبال الليل كناية عن قطعه بالعبادة امتثالا لقوله تعالى (ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا) وإنما خص الليل بالذكر لأنها محل للخلوة مع الله والفراغ من الناس والمغفرة والخلوص في العبادة كما قيل إذا كثرت الذنوب منك فداوها برفع يد في الليل المظلم.
8 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شيعتنا أهل الهدى وأهل التقى وأهل الخير وأهل الإيمان وأهل الفتح والظفر.
* الشرح:
قوله (شيعتنا أهل الهدى وأهل التقى وأهل الخير وأهل الايمان وأهل الفتح والظفر) أي أهل لفتح أبواب البر والإسرار، وأهل للظفر بالمقصود، ففي الأول إشارة إلى كمالهم في القوة النظرية، وفي الثاني إشارة إلى كمالهم في القوة العملية حتى بلغوا إلى غايتهما وهو فتح أبواب الأسرار والفوز بقرب الحق. وفيه حث لهم على تحصيل هذه الخصال أعني الهداية إذ سلوك سبيل الحق لا يمكن بدونها ثم التقوى أي الاجتناب عن المنهيات، ثم الخير وهو القيام على الطاعات، ثم الايمان الكامل الذي يتوقف عليهما فلذلك أخره عنهما، ثم الفتح والظفر بالمعنى المذكور. وإنما أخرهما لتوقفهما على الأمور المذكورة، ويمكن أن يكون الفتح والظفر إشارة إلى المجاهدات النفسانية وغلبة جنود العقل على الجنود الشيطانية فإنه إذا تقابل الجندان فثبات العقل ومحارباته مع العدو هو الاجتهاد وغلبته عليه هو الفتح والظفر.
9 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بزرج، عن مفضل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إياك والسفلة، فإنما شيعة علي من عف بطنه وفرجه، واشتد جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر.
* الشرح:
قوله (وإياك والسفلة فإنما شيعة علي من عف بطنه وفرجه واشتد جهادته وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر) أي شيعتي، ففيه التفات على قول من جوزه ابتداء، والمراد بالسفلة التابعون للقوة الشهوية والغضبية، التاركون لما يقتضيه القوة العقلية وهو الصفات المذكورة، وإنما سموا سلفة لاستقرارهم كسائر الحيوانات في السافل وعدم ارتقائهم إلى الدرجة الانسانية. وعفة البطن والفرج عما لا يجوز تناوله إشارة إلى كسر القوة الشهوية وضبطها عن التجاوز إلى حد الإفراط فإنها تدعو إلى الشرور والمفاسد التي لا تحصى، واشتداد الجهاد
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430