شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٤٩
أيضا يغلب شهوته ويمنعه من متابعتها، ووده للخلق يغلب حسده عليهم لأن بناء الحسد على البغض والعداوة، وعفوه للمسيء يغلب حقده عليه لأن الحقد متولد من احتقان الغضب فإذا وقع العفو زال الغضب فيزول الحقد، والحاصل أنه ترك الشهوة بالحياء والحسد بالود والحقد بالعفو (لا ينطق بغير صواب) الصواب فضيلة العدل المتعلقة باللسان وهي تقتضي أن يسكت عما ينبغي أن لا يقال، ويقول ما ينبغي أن لا يسكت عنه، ويضع كل قول في موضعه اللائق به فهو في مقام العدل دون الإفراط والتفريط، والصواب أخص من الصدق لجواز أن يصدق الإنسان فيما لا ينبغي من القول.
(ولا يلبس إلا الاقتصاد) أي لباسه التوسط في جميع الأحوال وشعاره الاقتصاد في جميع الأعمال فلا يلبس مثلا ما يلحقه بأهل الخسة والتبذير ولا يأكل ما يدخله في أهل الإسراف والتقتير ويمكن أن يكون المراد باللباس المعنى المعروف.
(مشيه التواضع) لكونه على سكون ووقار دون تبختر واختيال كما هو مشي المتكبرين، وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله (ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) الآية. ويمكن أن يراد بمشى التواضع المشي للطاعة دون المعصية وقد روي أن الله تعالى فرض على الرجلين أن تنقلهما في طاعته وأن لا تمشي بهما مشية عاص.
(خاضع لربه بطاعته) إشارة إلى أنه راض نفسه بطاعة ربه وعبادته وهي غاية الخضوع والتذليل (راض عنه في كل حالاته) أي في حال الشدة والرخاء، وحال الصحة والنعمة، وحال السقم والبلاء وذاك من علامات المحبة ضرورة أن المحب راض بجميع ما يرد عليه من الحبيب (نيته خالصة، أعماله ليس فيها غش ولا خديعة) خلوص نيته إشارة إلى توجه سره إلى الله تعالى ورفض جميع ما عداه عنه بعد القيام بطاعته الكاسرة للنفس الأمارة، وهو باب عظيم من أبواب الوصول وسبب تام لاستشراق لوامع الأنوار وظهور بروق الأسرار. وعدم الغش في أعماله إشارة إلى مراعاته جميع الأمور المعتبرة فيها، وعدم إخراجه ما هو داخل فيها وعدم إدخاله ما هو خارج عنها، وعدم الخديعة إشارة إلى التوافق بين ظاهره وباطنه، وعدم قصده اظهار العبادة وابطان خلافها كما هو شأن المنافقين المخادعين الذين ليست صلواتهم وساير عباداتهم إلا مكاء وتصدية.
(نظره عبرة، سكوته فكرة، وكلامه حكمة) العبرة «پند گرفتن». والفكرة «بسيار انديشه كردن»، والحكمة تطلق على معان محصولها العلم بالأمور النافعة في الدين والحمل في الجميع للمبالغة في السببية فإن النظر إلى الدنيا ونعيمها وتصرفها وتقلبها على أهلها وإلى أحوال الماضين
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430