شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٤٦
القرآن الكريم، وإساءة الظن بهم من وسوسة الشيطان الرجيم، والأمر بالحزم منهم كما في بعض الروايات لا ينافيه لأن بناء الحزم على التجويز والإمكان والغيب على ما صرحوا به يطلق على ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) وعلى الايمان به وعلى الآخرة وثوابها وعقابها وعلى قبول الأعمال، واتهام النفس راجع إلى الخوف من تقصيرها وهو محرك لها إلى رعاية الحقوق على وجه الكمال وإلى رد ما تحكم به النفس باستعانة الوهم من حسن العقائد والأعمال وكونها مقبولة واقعة على الوجه المطلوب لله تعالى، وهذا الوهم مبدأ للعجب بالعبادة وعدم التقصير فيها وهو من المهلكات.
(يحب في الله بفقه وعلم ويقطع في الله بحزم وعزم) الفقه هو البصيرة القلبية كما صرح به كثير من أهل العرفان، والعلم هو معرفة الشرائع وبينهما عموم مطلق، والحزم ضبط الأمر والأخذ فيه بالثقة والإتقان، والعزم عقد الضمير على الفعل والاجتهاد والجد في الأمر، وفيه إشارة إلى أن حبه ووصله في الله، وبغضه وقطعه في الله لا في أمر آخر من الأغراض الدنيوية والهواجس النفسانية، وإلى أن ذلك لا يتحقق إلا في العالم البصير في طلب اليقين وفي الحازم العازم في أمر الدين (لا يخرق به فرح ولا يطيش به مرح) في المصباح: الفرح: يستعمل في معان: أحدها: الأشر والبطر، وعليه قوله تعالى: (ان الله لا يحب الفرحين) والثاني: الرضي، وعليه قوله تعالى: (كل حزب بما لديهم فرحون)، والثالث: السرور، وعليه قوله تعالى: (فرحين بما آتاهم الله من فضله) ويقال فرح بشجاعته وبنعمة الله وبمصيبة عدوه، فهذا الفرح لذة القلب بنيل ما يشتهي، والمرح مثل الفرح وزنا ومعنى، وقيل أشد من الفرح، وفي القاموس: الفرح: محركة السرور والبطر، والمرح: الأشر والبطر والاختيال والنشاط والتبختر. وفي كنز اللغة: فرح «شاد شدن وبافراط شادى نمودن» كما قال الله تعالى: (إن الله لا يحب الفرحين) ومرح «از حد در گذشتن بشادي».
(مذكر للعالم معلم للجاهل) يذكر العالم ويخرجه عن الغفلة. ويعلم الجاهل ويهديه إلى طريق الحق، وهو ما يصلح له من أمر المعاش والمعاد فهو لنورية ذاته وفعلية صفاته، يحتاج إليه الخلائق كلهم.
(لا يتوقع له بائقة ولا يخاف له غائلة) أي لا يتوقع ولا يخاف لأجل وجوده، وفي المصباح:
البائقة: النازلة وهي الداهية والشر الشديد، وباقت الداهية إذا نزلت والجمع: البوائق. والغائلة:
الفساد والشر، وغائلة العبد إباقه وفجوره ونحو ذلك، والجمع: الغوائل، وقال الكسائي: الغوائل:
الدواهي، والغول من السعالي والجمغ غيلان وأغوال وكل ما اغتال الإنسان فأهلكه فهو غول.
(كل سعي أخلص عنده من سعيه وكل نفس أصلح عنده من نفسه) وهو تواضع لله واعتراف بالتقصير ودليل على تمام عقله، وقد مر في صدر الكتاب أنه لا يتم عقل امرئ حتى يرى الناس
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430