شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٥٠
وانقطاعهم عما كان في أيديهم وانتقالهم من دار الغرور إلى وحشة القبور واشتغال كل واحد بعمله مثلا سبب للعبرة، والسكوت عما لا يعني سبب للفكرة في الأمور النافعة والأسرار اللامعة من أفق الغيب فإن المفهومات الفاسدة المستفادة من الكلمات الباطلة إذا وردت على القلب تمنعه من الفكر في الحقائق، والكلام سبب لظهور الحكمة وانتشارها في قلوب المستعدين لها، وفيه إشارة إلى أنه ساكت عن اللغو متكلم بالحق وذلك لاستقامة لسانه التابعة لاستقامة قلبه وكماله في القوة العقلية.
(مناصحا متباذلا متواخيا) الظاهر أنه حال عن ضمير نظره، وفيه إشارة إلى سياسته المنزلية والمدنية كما أن في السابق إشارة إلى سياسته البدنية ففيهما إشارة إلى أنه حكيم بجميع أقسام الحكمة العملية.
(ناصح في السر والعلانية) إشارة إلى أنه حكيم يعرف موارد النصح وكيفيته فينصح في السر إن اقتضته المصلحة وينصح في العلانية إن اقتضته الحكمة، ويحتمل أن يراد بالسر القلب وبالعلانية اللسان فيكون إشارة إلى أن نصحه خالص غير مشوب بالخدعة.
(لا يهجر أخاه ولا يغتابه ولا يمكر به) هجر المؤمن واغتيابه بما يكرهه أو يشينه أو يهينه في الأعين، ومكره بإرادة إيصال المكروه إليه من حيث لا يعلم ينشأ من الغيظ والغضب والحسد وميل الطبع إلى قطع رحم الأخوة وشئ من ذلك ليس من صفات المؤمن.
(ولا يأسف على ما فاته ولا يحزن على ما أصابه ولا يرجو مالا يجوز له الرجاء) الأسف محركة:
أشد الحزن، وفعله من باب علم أي لا يحزن على ما فاته من أمور الدنيا أو الأعم ولا على ما أصابه من الفقر ونوائب الدهر وغيرهما مما يثقل على النفس، ولا يرجو ما لا يجوز له رجاؤه إما لعدم كونه لايقا به، أو لعدم إمكان حصوله لأن هده الخصال ليست من صفات أهل الكمال (ولا يفشل في الشدة ولا يبطر في الرخاء) الفشل والفشل بالتسكين والتحريك: الضعف والجبن، وفعله من باب علم أي لا يضعف ولا يجبن على الشدة ولا يضطرب منها. بل يكون شجاعا يقدم عليها ويتقبلها بقبول حسن، ولا يبطر أي لا يطغى ولا يتكبر بالرخاء وكثرة النعمة بل يشكر عليه. فمقامه في الحالين مقام الصبر والشكر. وهذا غاية كمال النفس في السكون والتفويض (يمزج الحلم بالعلم والعقل بالصبر) العقل العلم بالأشياء وصفاتها من حسنها وقبحها وكمالها ونقصانها، أو قوة للإنسان بها يميز بين الحسن والقبيح، أو هيئة محمودة له في حركاته وكلامه، والحق أنه روحاني تدرك بها النفس العلوم الضرورية والنظرية وابتداء وجوده عند اجتنان الولد ثم لا يزال ينمو إلى أن يكمل عند البلوغ. والمقصود من هذا الكلام أنه عالم حليم وعاقل صبور، وإنما
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430