شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٢٦
عند العارفين.
* الأصل 16 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن عثمان بن جبلة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث خصال من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم لا ظل ظله: رجل أعطى الناس من نفسه، ما هو سائلهم، ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر رجلا حتى يعلم أن ذلك لله رضى ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه، فإنه لا ينفي منها عيبا إلا بداله عيب، وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس.
* الشرح قوله: (في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله) ضمير إلا ظله يحتمل أن يعود إلى الله وأن يعود إلى العرش فعلى الأول يحتمل أن يكون لله سبحانه يوم القيامة ظلال غير ظل العرش ولكن ظل العرش أعظمها وأشرفها يخص الله سبحانه من يشاء من عباده ومن جملتهم صاحب هذه الخصال الثلاث وعلى الأخير لا ظل هناك إلا ظل العرش وهو ينافي ظاهرا ما روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أرض القيمة نار ما خلا ظل المؤمنين فإن صدقته تظله» ومن طريق العامة «المرء في صدقته حتى يقتضى الله بين الخلايق» فإنه يدل على أن في القيامة ظلا غير ظل العرش، ومن ثم قيل إن في القيامة ظلالا بحسب الأعمال تقى أصحابها عن حر الشمس والنار وأنفاس الخلايق ولكن ظل العرش أحسنها وأعظمها، ويمكن الجواب بأنه ليس هناك إلا ظل العرش يستظل بها من يشاء من عباده المؤمنين ولكن لما كان ظل العرش لا ينال إلا بالأعمال وكانت الأعمال باعتبار أن الأعمال سبب لإستقرار العامل فيه ثم الكون في ظل العرش كما ذكرناه آنفا يحتمل حمله على الحقيقة بأن يظلهم الله تعالى من حر الشمس ووهج الموقف وأنفاس الخلائق، ويحتمل أن يكون كناية عن حفظهم من المكاره وجعلهم في كنف حمايته ورعايته، ويحتمل أن يكون الظل كناية عن الراحة والتنعم ومنه قولهم عيش ظليل (ورجل لم يقدر رجلا ولم يؤخر رجلا حتى يعلم أن ذلك لله رضى) يعني أنه يراقب نفسه في جميع الحركات الظاهرة والباطنة ويجعلها موافقة للقوانين الشرعية (فإنه لا ينفى منها عيبا إلا بداله عيب) فيكون دائما مشغولا بعيب نفسه وتطهيرها عنه فيكون فارغا عن عيب الناس كما أشار إليه بقوله (وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس) لأن النفس ما دامت الدنيا محتاجة إلى المعالجة والمداواة آنا فآنا.
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428