شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٢٤
كلهم أحلى من الماء البارد في مذاق العطشان ويتضمن هذا تشبيه بالماء في ميل الطبع والالتذاذ والوجه في الماء أجلى وأظهر وفي العدل أتم وأكمل كما يشعر به اسم التفضيل (ما أوسع العدل) كأنه تعجب في سعته باعتبار تعلقه بكل أمر من الأمور الظاهرة والباطنة غير مختص ببعض دون بعض كالعقائد أو الأقوال مثلا أو في شرفه وسعة نفعه لأنه إذا وقع العدل في الناس تنزل السماء رزقها وتخرج الأرض بركتها ويتم نظام العالم، وذلك (إذا عدل فيه) أي في العدل إذ لو جار فيه بتعلقه بأفعال بعض الجوارح والأعضاء دون بعض لم تتحقق سعته بأحد المعنيين المذكورين (وإن قال) أي العدل ووجه قلته أنه يتوفق على الكمال النفس الناطقة بالعلم والحكمة وكمال القوة الغضبية بالشجاعة وكمال القوة الشهوية بالعفة.
وبالجملة على استقامة القوى الظاهرة والباطنة حتى يكون جميع الأفعال والأعمال على وفق العقل والشرع، ومن البين أن الاتصاف بهذه الخصال على وجه الكمال لكونه في غاية الصعوبة والإشكال ليس إلا لواحد بعد وأحد هذا الذي ذكرنا في * الشرح هذا الحديث من باب الاحتمال والله أعلم بحقيقة الحال.
* الأصل 12 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره.
* الشرح قوله: (من أنصف الناس من نفسه رضى به حكما لغيره) الظاهر أن رضى على صيغة المجهول أي رضى الله تعالى أو كل عاقل أن يكون هو حاكما لغيره يحكم بين الخلق لأن بناء الحكم على الإنصاف والعدل، وفيه حث على الاتصاف به لأن السياسة البدنية والرئاسة المدنية متوقفة عليه ومفهومه أن غير المتصف به لا يصلح للحكومة.
* الأصل 13 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن يوسف بن عمران بن ميثم، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى آدم (عليه السلام) إني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات، قال: يا رب وما هن؟ قال: واحدة لي وواحدة لك وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين الناس قال: يا رب بينهن لي حتى أعلمهن، قال: أما التي لي فتعبدني، لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك وتكره ما
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428