شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٣٠
تجرده ولذلك أمكنهم الالتزام بأن روح الحيوانات التي الخيال مجردة تبقى بعد موتها وهو متوقف على إثبات أن الحيوان درك وحدة ذاته طول عمره مع تبدل أجزاء بدنه وأنه يبقى مع جميع ما أدركه سابقا واختزن في خياله وبالجملة يتوقف على إحاطتنا بخصوصيات إدراكه الخيالي وأما الإنسان فيذكر غالبا ما أحسه بعد أربع سنين من ولادته والتزموا بتجرد الخيال إذ لا يتعقل حلول صور كثيرة متراكبة بعضها على بعض وبعضها عظمية وبعضها صغيرة متضادة بعضها مع بعض في سنين متطاولة على جسم صغير من غير أن يشوش الصور ويبطل بعضها بعضا.
والحيوان حاله غير معلومة لنا فلعله لا يذكر ما مر عليه سنة أو أقل لكن الحدس القوي يؤكد وجود صفات التجرد في خياله وليس هنا موضع التفصيل في ذلك وأما اعتراض الغزالي على الحكماء في استدلالهم على تجرد النفس ببقاء وحدتها طول العمر مع تبدل البدن بأن الحيوان أيضا كذلك يتبدل أجزائه مع أنه واحد من أول نموه إلى أن يموت ولا يقولون بتجرده.
فالجواب أنهم لم يعلموا وحدته بالمعنى الذي نراه في الإنسان من حفظ شخصيته ومدركاته وعلومه ولا تكفى الوحدة العرفية وعلى فرض ثبوت وحدته حقيقة يقولون بتجرده.
فإن قيل حكمت فيما سبق (في الصفحة 349) بأن الحافظة كسائر الحواس الباطنة جسمانية وهي اعتياد الأعصاب أو الدماغ، قلنا غرضنا هناك الذاكرة فان الحافظة قد نطلق على قوة تحل فيها لصور وقد تطلق على قوة تسترجع المخزون نحضرها عند الحس المشترك والجسماني هو الثاني دون الأولى. راجع الصفحات (27 و 41 و 176 و 292 و 307 و 311 و 320 و 348 و 350 و 356).
(ش)
(٤٣٠)
مفاتيح البحث: الوقوف (1)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428