«فاصنع للأخرق يعني أشر عليه، قال: فإن كنت أخرق ممن أصنع له؟ قال: فاصمت لسانك إلا من خير، أما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى الجنة».
* الشرح قوله: (أنل مما أنالك الله) أي أعط المحتاجين ما أعطاك الله (فاصنع للأخرق) الأخرق الجاهل من الخرق بالضم وهو الجهل يعني أشر عليه بما ينفعه وفيه حث على إرشاد كل من لم يعلم أمرا من مصالح الدين والدنيا (فاصمت لسانك الامن خير) الظاهر أن المراد بأخير ما يورث ثوابا في الآخرة، أو نفعا في الدنيا بلا مضرة أحد فيكون المباح مما ينبغي السكوت عنه ويكون الأمر لمطلق الطلب الشامل للوجوب والرجحان، وبالجملة ينظر من يريد الكلام فإن لم ير ضررا تكلم وإن رآه أو شك فيه سكت وإحتلف في المباح هل يكتب أم لا نقل عن ابن عباس أنه لا يكتب إذ لا يجازي عليه والحق يكتب لقوله تعالى: (ما يلفظ من قول...» الآية «وكل صغير وكبير مستطر» ولدلالة بعض الروايات عليه أيضا وعدم المجازات لا يدل على عدم الكتابة إذ لعل الكتابة لغرض آخر مثل التحسر والتأسف في تضييع العمر فيما لا ينفع ولا يضر مع القدرة على فعل ما يوجب الثواب بدلالة (أما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى الجنة) دل على أن الخصلة الواحدة تجر إلى أسباب الدخول في الجنة وهي الخصال الاخر فإن الخير بعضه يفضى إلى بعض كما مر.
* الأصل 6 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه: يا بني، إن كنت زعمت أن الكلام من فضة، فإن السكوت من ذهب.
* الشرح قوله: (يا بني إن كنت زعمت أن الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب) دل على أن السكوت أفضل من النطق وهو كذلك لأن مفاسد النطق كثيرة لا يمكن التحرز عنها إلا بالسكوت وفيه ترغيب في السكوت وإن زعم أن كلامه حسن، ومن ثم قال بعض الأكابر من نطق فأحسن قادر على إن يصمت فيحسن وليس من صمت فأحسن قادر على أن ينطق فيحسن وهو أيضا يدل على أن السكوت أفضل من النطق.
* الأصل 7 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن الحلبي، رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):