على من صلى، ثم قال: يا علي انزل وألحد ابني، فنزل علي (ع) فألحد إبراهيم في لحده، فقال الناس: إنه لا ينبغي لاحد أن ينزل في قبر ولده إذا لم يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله بابنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أيها الناس إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم، ولكن لست آمن إذا حل أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان فيدخله عن ذلك من الجزع ما يحبط أجره ثم انصرف صلى الله عليه وآله (1).
32 - عنه، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع)، قال: حججنا مع أبي عبد الله (ع) في السنة التي ولد فيها ولده موسى (ع) فلما نزلنا الأبواء وضع لنا الغداء، وكان إذا وضع الطعام لأصحابه أكثره وأطابه، قال فبينا نحن نأكل إذا أتاه رسول حميدة، فقال: إن حميدة تقول لك إني قد أنكرت نفسي وقد وجدت ما كنت أجد إذا حضرتني ولادتي، وقد أمتني أن لا أسبقك بابني هذا، قال:
فقام أبو عبد الله (ع) فانطلق مع الرسول فلما انطلق قال له أصحابه: سرك الله وجعلنا فداك ما صنعت حميدة؟ - قال: قد سلمها الله وقد وهب لي غلاما وهو خير من برأ الله في خلقه، ولقد أخبرتني حميدة ظنت أنى لا أعرفه، ولقد كنت أعلم به منها، فقلت: وما أخبرتك به حميدة عنه؟ - فقال: ذكرت أنه لما سقط من بطنها سقط واضعا يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء، فأخبرتها أن تلك أمارة رسول الله صلى الله عليه وآله وأمارة الوصي من بعده، فقلت: وما هذا من علامة رسول الله صلى الله عليه وآله وعلامة الوصي من بعده؟ - فقال:
يا أبا محمد إنه لما أن كانت الليلة التي علقت فيها بابني هذا المولود أتاني آت فسقاني كما سقاهم، وأمرني بمثل الذي أمرهم به، فقمت بعلم الله مسرورا بمعرفتي ما يهب الله