إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ولدت امرأتي غلاما أسود، وهو حينئذ يعرض بأن ينفيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟ قال نعم، قال فما ألوانها؟ قال حمر، قال هل فيها من أورق؟ قال إن فيها لورقا، قال فأنى أتاها ذلك؟ قال عسى أن يكون نزعه عرق، قال فهذا عسى أن يكون نزعه عرق ولم يرخص له في الانتفاء منه " ولأبي داود في رواية " إن امرأتي ولدت غلاما أسود وانى أنكره " قوله " هلال بن أمية " هو أحد الثلاثة الذين خلفوا. قوله " جاء رجل " اسمه ضمضم بن قتادة أما اللغات فالأورق الأسمر، وفى المصباح ما كان لونه كلون الرماد، والاسم الورقة كالحمرة والخضرة والصفرة. والجعد ضد السبط وقد مضى. وقال الهروي يكون مدحا وذما، فالمدح بمعنيين، أحدهما أن يكون معضوب الخلق شديد الأسر، والثاني أن يكون شعرا جعدا، والذم بمعنيين. أحدهما أن يكون قصيرا مترددا، والثاني أن يكون نحيلا، يقال رجل جعد اليدين وجعد الأصابع أي مقبضها، والجمالى بضم الجيم، الضخم الأعضاء التام الأوصال، هكذا قال ابن بطال، وقال في المصباح: عظيم الخلق، وقيل طويل الجسم اه.
قالوا ناقة جمالية من بدانتها، قال الشاعر:
جمالية لم يبق سيري ورحلتي * على ظهرها من نيها غير محفدي وخدلج الساقين أي عريض صدر القدمين خفاق القدم، وسابغا الأليتين أي كامل واف، ومنه الدرع السابغة أما الأحكام فإن حديث ابن عباس دليل على أنه يجوز للأب. أن ينفى ولده بمجرد كونه مخالفا لهما في اللون، وبهذا قال القاضي وأبو الخطاب من الحنابلة، وهو أحد الوجهين عند أصحابنا، وحديث أبي هريرة دليل على أنه لا يجوز له أن ينفى ولده بمجرد كونه مخالفا لهما في اللون وقد حكى القرطبي وابن رشد الاجماع على ذلك وتعقبهما الحافظ بن حجر بأن الخلاف في ذلك ثابت عند الشافعية فقالوا: إن لم ينضم إلى المخالفة في اللون قرينة زنا لم يجز النفي، فإن اتهمها فأتت بولد على لون الرجل الذي اتهمها به جاز