____________________
(فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم) (1) وتدعوا إلى السلم معطوف على تهنوا واقع في حيز النهي، وأنتم الأعلون جملة حالية، والمراد بالعلو هي الغلبة وهي استعارة مشهورة، فالمعنى لا تفعلوا الصلح والحال أنكم غالبون.
وهل يعتبر الضرورة أم تكفي المصلحة؟ وجهان، ربما يقال بالأول كما عن المصنف - ره - في المنتهى. لقوله تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر... حتى يعطوا الجزية) (2) ولأن فيها هوانا وصغارا، أما مع الضرورة فإنما صرنا إلى الصغار دفعا لصغار أعظم منه من القتل والسبي والأسر الذي يفضي إلى كفر الذرية بخلاف غير الضرورة ولكن آية الصلح أخص من آية القتال فتقدم عليها، والهدنة مع المصلحة لازمها كون مصلحة ترك القتال أقوى من مصلحة القتال، فلا محالة يكون مقدما.
وقد يقال: إن مراد المصنف من الضرورة المصلحة، ففي جامع المقاصد قد يقال: قوله: فإن لم يكن حاجة مغن عن قوله: ولا مضرة.
(2) هل المهادنة في فرض جوازها جائزة فقط أم تكون واجبة؟ ظاهر المتن والشرائع وصريح المنتهى والتحرير والتذكرة الأول، وفي القواعد: وهي جائزة مع المصلحة للمسلمين وواجبة مع حاجتهم إليها.
وقد استدل للأول: بأنه مقتضى الجمع بين الأمر بها المؤيد بالنهي عن الالقاء باليد في التهلكة (3) وبين الأمر بالقتال حتى يلقي الله شهيدا عملا بقوله تعالى:
وهل يعتبر الضرورة أم تكفي المصلحة؟ وجهان، ربما يقال بالأول كما عن المصنف - ره - في المنتهى. لقوله تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر... حتى يعطوا الجزية) (2) ولأن فيها هوانا وصغارا، أما مع الضرورة فإنما صرنا إلى الصغار دفعا لصغار أعظم منه من القتل والسبي والأسر الذي يفضي إلى كفر الذرية بخلاف غير الضرورة ولكن آية الصلح أخص من آية القتال فتقدم عليها، والهدنة مع المصلحة لازمها كون مصلحة ترك القتال أقوى من مصلحة القتال، فلا محالة يكون مقدما.
وقد يقال: إن مراد المصنف من الضرورة المصلحة، ففي جامع المقاصد قد يقال: قوله: فإن لم يكن حاجة مغن عن قوله: ولا مضرة.
(2) هل المهادنة في فرض جوازها جائزة فقط أم تكون واجبة؟ ظاهر المتن والشرائع وصريح المنتهى والتحرير والتذكرة الأول، وفي القواعد: وهي جائزة مع المصلحة للمسلمين وواجبة مع حاجتهم إليها.
وقد استدل للأول: بأنه مقتضى الجمع بين الأمر بها المؤيد بالنهي عن الالقاء باليد في التهلكة (3) وبين الأمر بالقتال حتى يلقي الله شهيدا عملا بقوله تعالى: