وروي أن الناس عندما بايعوا عليا تربص سبعة نفر فلم يبايعوه منهم سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وصهيب وزيد بن ثابت ومحمد بن مسلمة وسلمة بن وقش وأسامة بن زيد (1)، وروي أن عمار بن ياسر قال: يا أمير المؤمنين قد بايعك الناس كافة إلا هؤلاء النفر فلو دعوتهم إلى البيعة كي لا يتخلفوا في ذلك عن المهاجرين والأنصار. فقال: يا عمار لا حاجة لنا في من لا يرغب فينا. وعندما قال الأشتر بمثل قول عمار قال الإمام: يا مالك إني لأعرف بالناس منك دع هؤلاء يعملون برأيهم.
وذكر ابن أبي الحديد أن هؤلاء لم يتخلفوا عن البيعة وإنما تخلفوا عن الحرب (2)، وروي أن مروان بن الحكم وسعيد بن العاص والوليد بن عقبة حضروا عند علي. فقال الوليد وكان لسان القوم: يا هذا إنك قد وترتنا جميعا.
أما أنا فقد قتلت أبي صبرا يوم بدر. وأما سعيد فقد قتلت أباه يوم بدر وكان أبوه ثور قريش. وأما مروان فقد شتمت أباه وعبت على عثمان حين ضمه إليه. وإنا نبايعك على أن تضع عنا ما أصابنا. وتعفي لنا عما في أيدينا وتقتل قتلة صاحبنا. فغضب علي وقال: أما ما ذكرت من وتري إياكم فالحق وتركم وأما وضعي عنكم عما في أيديكم مما كان لله وللمسلمين فالعدل يسعكم، وأما قتلي قتلة عثمان فلو لزمني قتلهم اليوم لزمني قتالهم غدا. ولكن لكم أن أحملكم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فمن ضاق الحق عليه فالباطل عليه أضيق. وإن شئتم فإلحقوا بملاحقكم (3)، وروى الطبري: هرب سعيد والوليد إلى مكة وتبعهم مروان (4) وهرب قوم إلى الشام (5).
وهكذا تمت البيعة التي لم يكن فيها إكراه. وروى أن الإمام علي اشترط