إلى بيتي قد امتلأ رقيقا، وانظر إلى مرابطي قد امتلأت دوابا، فكيف ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أحبكم إلي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال الذي فارقني عليها (1). وبعد ذلك اتسعت الطبقة في عهد عثمان بعد أن بسط نبلاء بني أمية وغيرهم أيديهم على كثير من الضياع. وبعد أن توسع الناس في أمور الدنيا واستعملوا النفيس من الملبس والمسكن والمطعم واقتنوا الأثاث الفاخر. وبنظرة سريعة على ثروة بعض الأفراد خلال هذه المدة نجد أنه كان لعثمان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم وخمسمائة ألف درهم، وخمسون ومائة ألف دينار، وترك ألف بعير (2). وكانت قيمة ما ترك عبد الرحمن بن عوف ألف بعير، وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس، كما ترك ذهبا قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منه (3).
وكان لطلحة بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف، وكان يرسل إلى عائشة إذا جاءته غلته كل سنة بعشرة آلاف. وروي أنه ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم، ومائتي ألف دينار، وإن قيمة ما ترك من العقار ثلاثين ألف ألف، وترك مائة بهار، في كل بهار ثلاثة قناطير ذهب والبهار جلد ثور (4)، وكانت قيمة ما ترك الزبير إحدى وخمسين ألف ألف، وكان له بمصر خطط، وبالإسكندرية، وبالكوفة خطط، وبالبصرة دور، وكان له أربع نسوة أصابت كل امرأة ألف ألف ومائة ألف (5). وفي تاريخ ابن عساكر أن عمرو بن العاص كان يلقح كروم بستان له بالطائف بألف ألف خشبة كل خشبة بدرهم، وكانت له دور كثيرة بمصر ودمشق وحرون والجابية. وكان لسعد بن أبي وقاص دارا بناها بالعقيق ورفع سمكها وأوسع فضائها وجعل على أعلاها شرفات.