الرسول من قبل فكيف بعلي! ثم علينا أن نأخذ عدة خطوات للإمام ونقول. ماذا حدث عندما أظهر الإمام نفسه وبويع بالخلافة؟ لقد اشتعل التراب نارا مع العلم إن هذا الاشتعال كان بعد وفاة النبي بربع قرن تقريبا فما بالك لو كان هذا الاشتعال بعد وفاة النبي بيوم واحد.
ذكر الزبير بن بكار أن عمرو بن العاص قدم من سفر كان فيه. وعندما علم بالأحداث وما كان من يوم السقيفة وما تلى ذلك أدلى بدلوه وقال: لقد قاتلنا الأنصار بالأمس فغلبونا على البدء ولو قاتلناهم اليوم لغلبناهم على العاقبة، فلما بلغ الأنصار مقالته قال شاعر الأنصار النعمان بن العجلان فيه شعرا (1)، فلما انتهى شعر النعمان وكلامه إلى قريش غضب كثير منهم. وفي هذا الوقت قدم خالد بن سعيد العاص من اليمن. وكان له ولأخيه أثر قديم عظيم في الإسلام.
ولهما عبادة وفضل. فغضب للأنصار وشتم عمرو ابن العاص وقال: يا معشر قريش إن عمرا دخل في الإسلام حين لم يجد بدا من الدخول فيه. فلما لم يستطيع أن يكيده بيده كاده بلسانه وإن من كيده الإسلام تفريقه وقطعه بين المهاجرين والأنصار، والله ما حاربناهم للدين ولا للدنيا. لقد بذلوا دماءهم لله تعالى فينا وما بذلنا دماءنا لله فيهم وقاسمونا ديارهم وأموالهم وما فعلنا مثل ذلك بهم وآثرونا على الفقر وحرمناهم على الغني ولقد وصى رسول الله بهم وعزاهم عن جفوة السلطان فأعوذ بالله أن أكون وإياكم الخلف المضيع والسلطان الجاني (2).
وخالد بن سعيد بن العاص هو الذي امتنع عن بيعة أبي بكر وقال: لا أبايع إلا عليا. وروى الزبير بن بكار: أن رجالا من سفهاء قريش ومثيري الفتن منهم اجتمعوا إلى عمرو بن العاص فقالوا له: إنك لسان قريش ورجلها في الجاهلية والإسلام فلا تدع الأنصار، وما قالت. فراح إلى المسجد وفيه ناس من قريش وغيرهم فتكلم وقال: إن الأنصار ترى لنفسها ما ليس لها. وأيم الله لوددت