وكان ينسب إلى أحمس أنه هو الذي طردهم، ولكن لوحا أثريا كشف سنة 1954 يسمى (لوح كامس) وقد أبرز هذا اللوح قصة الصراع الطويل الذي خاضه المصريون ضد الهكسوس، ووضح أن هذا الصراع ينقسم إلى فترتين:
الأولى، هي حرب التحرير التي قام بها البطل المصري (سقنن رع) الذي قاد معركة التحرير في بدايتها ومات في هذه المعركة التي سجلت فيها آثار الطعنات على موميائه أو سمة لشرف الجهاد في سبيل الوطن الذي آمن به كأصدق ما يكون الإيمان في نفوس الأبطال.. فضحى بنفسه راضيا على هيكل الوطن المقدس، وخلفه ابنه الأكبر البطل (كامس) في قيادة حرب التحرير بشجاعة وبسالة... إتماما للرسالة الوطنية السامية. حقق النصر على أعدائه وضرب على أيدي الغزاة ومثيري الفتن ولكن الموت لم يمهله أكثر من ثلاث سنوات، وبموته... تبدأ الفترة الثانية من حرب التحرير التي كانت بقيادة الشقيق الأصغر لكامس، وهو القائد العظيم (أحمس)..
الذي رأى فيه الأعداء شابا لا يتجاوز الثامنة عشرة... فاستخفوا به وأرادوا أن يستردوا سيطرتهم على البلاد... فأعادوا بناء عاصمتهم (حت وعرت) وهي (أواريس) التي أطلق عليها اليونان اسم (تانيس)، ثم أطلق عليها العرب اسم (صان الحجر) وهي قريبة من مدينة الزقازيق الحالية، إلا أن الشاب قرر أن ينتقم للوطن... وقد تصدى لهم في إصرار... حتى طردهم خارج حدود مصر وحقق النصر لبلاده على الغزاة المعتدين..
والفترة الثانية من هذا الكفاح الوطني معروفة في الوثائق التاريخية، أما الفترة الأولى فكانت معلوماتنا عنها بسيطة وغامضة، حتى اكتشف لوح (كامس) عام 1954.. ولذلك فإن هذا اللوح يعتبر أهم مستند تاريخي لحرب التحرير