على سكانها، ولذلك يقول ول ديورانت (1): إن موقع فلسطين جاءها بالغنى والحرب.
وتدل الآثار البابلية على أن بابل كان لها السلطان على أرض كنعان في الألف الثالث قبل الميلاد، وكانت حضارة الكنعانيين شديدة التأثر بحضارة بابل، وساعد على تقدم بابل تغلب الرعاة الهكسوس على مصر، وهؤلاء الرعاة ينحدرون من أصل عربي وقد اجتاحوا أرض مصر مدفوعين بالقحط الذي كان قد أصاب الجزيرة العربية وسوريا، وقد انتهز الهكسوس فرصة انحلال الأسرة الثالثة عشرة الفرعونية فاستولوا على السلطة بمصر، وكونوا لهم أربع أسر من الأسر القديمة التي حكمت مصر، واستمر حكمهم من حوالي سنة 2098 إلى سنة 1587 ق م، وكانت هذه الفترة فترة نضال بين الهكسوس الذين سلبوا السلطة وبين أمراء طيبة المصريين الذين يصارعون لاستعادة سلطانهم وطرد المعتدين، وقد تمكن البطل أحمس في النهاية من النصر، فطرد الهكسوس وأسس الأسرة الثامنة عشرة المصرية، ومن أشهر الملوك المصريين الذين أكملوا انتصارات أحمس الملك تحتمس الثاني الفاتح العظيم.
الذي دانت له فلسطين وامتد سلطانه لسوريا، فتوارى أمامه سلطان بابل في تلك البقاع، كما خضع له الحيثيون بالشمال (2). وسنرى أنه في عهد الهكسوس عاش اليهود بمصر، فلما سيطر الحكم الوطني بها اضطرب موقف اليهود ولذلك يرى Maspero أن سيطرة الساميين على مصر أتاحت لليهود بعض الحماية (3).