وعلى هذا فأهمية هذه المنطقة ليست لاتساعها ولا لثرائها، ولكن لموقعها الفذ بين مناطق الشرق الأوسط، فهي بالنسبة لخريطة العالم حلقة اتصال بين أوربا وآسيا وإفريقية، وهي مع صغر مساحتها متصلة بالبحر الأبيض والبحر الأحمر، وعن طريقهما تتصل بالمحيط الأطلسي والمحيط الهندي وبالدول الواقعة عليهما، وهي بالنسبة للعالم العربي تعتبر المنطقة الوحيدة التي تتصل بأكبر عدد من دول العالم العربي، فهي تتصل بلبنان وسورية والأردن والسعودية ثم بجمهورية مصر العربية، وهذا ما لا يتوافر لسواها من دول هذه المنطقة، ثم هي حاجز أو حلقة اتصال بين الدول العربية بآسيا والدول العربية بإفريقية، ومن هنا كانت عروبة هذه المنطقة وحسن صلتها بجيرانها ضرورة حيوية ما لها من محيد.
(٣٤)