أقول: الإنسان الحر الفارغ عن كل رأي مسبق، لو أمعن النظر في هذه الأحاديث وأمعن في تاريخ الأئمة الاثني عشر من ولد الرسول، يقف على أن هذه الأحاديث لا تروم غيرهم، فإن بعضها يدل على أن الإسلام لا ينقرض ولا ينقضي حتى يمضي في المسلمين اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش، وبعضها يدل على أن عزة الإسلام إنما تكون إلى اثني عشر خليفة، وبعضها يدل على أن الدين قائم إلى قيام الساعة وإلى ظهور اثني عشر خليفة، وغير ذلك من العناوين.
وهذه الخصوصيات لا توجد في الأمة الإسلامية إلا في الأئمة الاثني عشر المعروفين عند الفريقين (1)، خصوصا ما يدل على أن وجود الأئمة مستمر إلى آخر الدهر ومن المعلوم أن آخر الأئمة هو المهدي المنتظر الذي يعد ظهوره من أشراط الساعة.
ثم إنه قد تضافرت النصوص في تنصيص الإمام السابق على الإمام اللاحق، فمن أراد الوقوف على هذه النصوص، فليرجع إلى الكتب المؤلفة في هذا الموضوع. (2)