1. مقام النبوة، وهو منصب تحمل الوحي.
2. مقام الرسالة، وهو منصب إبلاغه إلى الناس.
3. مقام الإمامة، وهو منصب القيادة وتنفيذ الشريعة في المجتمع بقوة وقدرة.
والإمامة التي يتبناها المسلمون بعد رحلة النبي الأكرم ص، تتحد واقعيتها مع هذه الإمامة.
وأما الثاني: أعني المراد من الظالمين، فالظلم في اللغة هو وضع الشئ في غير موضعه ومجاوزة الحد الذي عينه الشرع، والمعصية من وضع الشئ (العمل) في غير موضعه، فالمعصية من مصاديق الظلم، قال سبحانه:
(ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون). (1) ثم إن الظاهر من صيغة الجمع المحلى باللام، إن الظلم بكل ألوانه وصوره مانع عن نيل هذا المنصب الإلهي، وتكون النتيجة ممنوعية كل فرد من أفراد الظلمة عن الارتقاء إلى منصب الإمامة، سواء أكان ظالما في فترة من عمره ثم تاب وصار غير ظالم، أو بقي على ظلمه، فالظالم عندما يرتكب الظلم يشمله قوله سبحانه: (لا ينال عهدي الظالمين) فصلاحتيه بعد ارتفاع الظلم يحتاج إلى دليل.
وعلى ذلك فكل من ارتكب ظلما وتجاوز حدا في يوم من أيام عمره، أو عبد صنما، وبالجملة ارتكب ما هو حرام، فضلا عما هو كفر، ليس له أهلية منصب الإمامة، ولازم ذلك كون الإمام طاهرا من الذنوب من لدن وضع عليه قلم التكليف، إلى آخر حياته، وهذا ما يرتئيه الإمامية في عصمة الإمام.
ومما يؤكد ما ذكرناه أن الناس بالنسبة إلى الظلم على أقسام أربعة: