وإذا رجعنا إلى الروايات نجدها تشبه آل محمد بعيسى، وانهم كانوا يبرؤون الأعمى والأبرص، كما كان عيسى يبرئهم، ومعلوم ان عيسى كان يفعل ذلك بإذن الله تعالى ومن باب ولايته لذا اتهم بالربوبية.
ان قلت: الحال واحد في آل محمد وفي عيسى من باب استجابة الدعاء.
قلنا: إن ألسنة الدعاء معروفة وموجودة في رواياتهم (عليهم السلام)، فكانوا يأمرون شيعتهم بالدعاء، وأحيانا يدعون لهم ودعاؤهم مستجاب، وغالبا ما يكون الدعاء بلفظ: اللهم... ".
كما في دعاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي وفاطمة: " اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهما تطهيرا " (1).
وهذا غير قوله تعالى: * (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * لأنه هذا من باب إرادة الله التكوينية التي لا تتخلف، اما الدعاء فليس هو من باب الإرادة التكوينية التي لا تتخلف، انما هو وعد من الله باستجابة أدعية آل محمد، ووعد الله حق.
على أنه يوجد روايات لا تشبههم بعيسى، بل مباشرة تثبت لهم القدرة على هذا التصرف.
* أما صحة مضامين هذه الطائفة، فقد رويناها من عدة طرق ومن مجموعها يحصل للانسان استفاضة هذا المضمون وإذا لاحظنا الطوائف الأخرى الآتية فانا نصل إلى حد القطع بصدق المضامين وعندها يصح القول بتواتر ثبوت الولاية التكوينية لآل محمد (عليهم السلام)، خاصة مع ما تقدم من آيات تدل على هذه الطوائف.