أحمد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن ابن مسعود.
- ورواه في ج 3 ص 284:
وفيه من تجسيمات اليهود لله تعالى (قال ذاك يوم ينزل الله فيه على كرسيه يئط فيه كما يئط الرحل الجديد من تضايقه وهو كسعة ما بين السماء والأرض ويجاء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول الله إكسوا خليلي).
وقد حاول القسطلاني في إرشاد الساري ج 5 ص 343 أن يخفف من وقع الحديث على المسلمين فقال (ولا يلزم من تخصيص إبراهيم بأولية الكسوة هنا أفضليته على نبينا (ص) لأن حلة نبينا (ص) أعلى وأكمل وكم لنبينا (ص) من فضائل مختصه به لم يسبق إليها ولم يشارك فيها ولو لم يكن له سوى خصوصية الشفاعة العظمى لكفى). انتهى.
ولعل القسطلاني رأى أن اليهود أخذوا الشفاعة في الموحدين من نبينا (صلى الله عليه وآله) وأعطوها لإسحاق (عليه السلام)! وصارت حديثا صحيحا على شرط الشيخين كما تقدم في مستدرك الحاكم!
ومن المؤكد أنه رأى الأحاديث التي تنفي أن تكون الشفاعة خصوصية لنبينا (صلى الله عليه وآله)، ورأى الروايات التي تفضل أنبياء بني إسرائيل حتى يونس ويحيى على نبينا (صلى الله عليه وآله)، لأن البخاري رواها وشرحها القسطلاني وفسرها!
والذي يدخل في بحثنا هنا أن نعرف لماذا وافقت الحكومة القرشية اليهود من في تقديمهم إبراهيم على نبينا (صلى الله عليه وآله) في الكسوة وفي الشفاعة، وتبناها رواتهم؟!
يتوقف الجواب على التأمل في النص الذي روته صحاحهم، فقد تضمن موضوعين: أولهما أن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم. والثاني أن بعض الصحابة يؤمر بهم إلى النار، لأنهم انحرفوا وكفروا بمجرد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله). ولم يبين الحديث العلاقة بين الموضوعين! وبما أن النبي (صلى الله عليه وآله) أفصح من نطق بالضاد وقد أوتي جوامع الكلم، وكلامه دائما مترابط.. فلا بد أن تكون في الحديث حلقة مفقودة.. عن عدم