محمد بن عبد الرحمن المحرري، عن يحيى بن سالم، عن محمد بن سلمة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما الليل بالليل ولا النهار بالنهار أشبه من المرجئة باليهود، ولا من القدرية بالنصرانية.
- وفي علل الشرائع ص 528:
وبهذا الإسناد عن محمد بن أحمد، عن ابن عيسى، عن عثمان بن سعيد قال:
حدثنا عبد الكريم الهمداني، عن أبي ثمامة قال: دخلت علي أبي جعفر (عليه السلام) وقلت له: جعلت فداك إني رجل أريد أن ألازم مكة وعلي دين للمرجئة فما تقول؟ قال:
قال إرجع (وأد) دينك وانظر أن تلقى الله تعالى وليس عليك دين، فإن المؤمن لا يخون. انتهى.
* * أما في عصر الإمام الصادق (عليه السلام) وما بعده فقد كان للمرجئة وجود واسع وصولة، وانتشر مذهبهم حتى شمل أكثر الرواة وعلماء الدولة.. كما اتسع تصدي أهل البيت (عليهم السلام) لأفكارهم، ففي دعائم الإسلام للقاضي النعمان ج 1 ص 3 قال: روينا عن جعفر بن محمد أنه قال: الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان، وهذا الذي لا يصح غيره، لا كما زعمت المرجئة أن الإيمان قول بلا عمل، ولا كالذي قالت الجماعة من العامة إن الإيمان قول وعمل فقط، وكيف يكون ما قالت المرجئة إنه قول بلا عمل وهم والأمة مجمعون على أن من ترك العمل بفريضة من فرائض الله عز وجل التي افترضها على عباده منكرا لها أنه كافر حلال الدم ما كان مصرا على ذلك، وإن أقر بالله ووحده وصدق رسوله بلسانه، إلا أنه يقول هذه الفريضة ليست مما جاء به، وقد قال الله عز وجل: وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة، فأخرجهم من الإيمان بمنعهم الزكاة، وبذلك استحل القوم أجمعون بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) دماء بني حنيفة وسبي ذراريهم، وسموهم أهل الردة إذ منعوهم الزكاة. انتهى.