من أصلها!
فحديث مسلم يقول: إنهم (أضاعوا) النبي (صلى الله عليه وآله) في المدينة حتى وجده أبو هريرة في بستان في المدينة لبني النجار! وروايتا الطبراني المتقدمتان عن عوف بن مالك والنضر بن أنس تقولان إنهم أضاعوا النبي في إحدى الغزوات! أو خرج مبهوتا في وسط الليل! وبعض رواياتها تقول إن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يضع بل كان في بيته أو في مسجده وأمر أبا موسى ونفرا من قومه أن يبشروا الناس فلما خرجوا من عنده لقيهم عمر... الخ. وقد رواها أحمد ج 4 ص 402 و ص 411 وقال عنها مجمع الزوائد ج 1 ص 16 (رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات).
ثم إن رواية مسلم تقول: إن بطل القصة المأمور بالنداء هو أبو هريرة وأن عمر ضربه! بينما تقول روايات أخرى إن المأمور بالنداء أبو موسى الأشعري ونفر من الأشعريين وأن عمر رده ولم يضربه! وأخرى تقول: إن المأمور هو أبو الدرداء، وأخرى تقول: إنه أبو ذر، وأخرى تقول: إنه عمر.. إلخ. ورواية أبي سعيد تذكر مأمورا بدون تسمية!
أما روايات الطبراني فتذكر بطلين آخرين للحادثة هما عوف والنضر، وفي رواية أخرى في مجمع الزوائد ج 1 ص 23 إنه عقبة بن عامر!
وتوجد رواية في مجمع الزوائد تقول إن البطل الوحيد هو عمر، ولا يوجد غيره قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 1 ص 16 وعن عمر (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يؤذن في الناس أنه: من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصا دخل الجنة، فقال عمر: يا رسول الله إذا يتكلوا فقال: دعهم. رواه أبو يعلى والبزار إلا أن عمر قال يا رسول الله إذا يتكلوا! قال دعهم يتكلوا. انتهى.
أما رواية البخاري فتذكر أن بطل الرواية معاذ فقط، وأنه اقترح تبشير الناس بذلك فنهاه النبي (صلى الله عليه وآله)، ورواية أحمد تذكر أن بطلها عبادة بن الصامت.. وقد تقدمت الروايتان في الرأي الثاني لأنهما اشترطتا الشهادة بالنبوة!!