لا يسمن ولا يغني من جوع بل الفرد الخارجي هو الذي يسمن ويغني، ومفهوم الماء لا يرفع العطش بل يزيد الحرص والشهوة إلى الماء، وهكذا بقية الأشياء في العالم. ومن المضحك أن يقول الإنسان: أكلت الرغيف الكلي، وشربت الماء الكلي، ونمت على الفراش الكلي، وتزوجت امرأة كلية، ودخلت الدار الكلي، وولد الولد الكلي، وهكذا إلى آخر ما يكون في الدنيا.
فالمفهوم مشير إلى الأفراد الخارجية على نحو الانطباق، ولو كانت الإشارة على نحو المجاز فكذلك، فمع الاعتراف بعلمهم بنحو الكلي اعتراف بالافراد الخارجية لعدم الانفكاك وينطبق على الخارج قهرا لعدم وجوده في غير الأفراد.
ولتوضيح المراد نبين الكلام في مقامين:
(الأول) إن الله تبارك وتعالى عالم حي قيوم قادر بذاته أزلي أبدي وغير ذلك من صفات ذاته تعالى، وهو خالق رازق يحيي ويميت يعلم الأشياء بحقائقها وأشخاصها لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، ولا يخفى عن علمه شئ ولا يفوته شئ يعلم الأشياء بجزئياتها وكلياتها، لأن كل ذلك مخلوق له ولا يتغير علمه على ما كان بتغير الجزئي كما ظن بعض من لاحظ له من العلوم الإلهية. والاعتقاد بغير ذلك كفر.
قال المجلسي (ره) في رسالته في المسير والسلوك المطبوعة بعد توحيد الصدوق ص 486: وأنه تعالى عالم بجميع الأشياء جزئياتها وكلياتها وأن علمه بما كان وما يكون على نهج واحد ولا يتغير علمه بشئ بعد إيجاده وأنه لا يعذب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء