بيده إلى التهلكة ولا معينا على نفسه معونة تستقبح في العقول.
وبعد ذلك يبين الجواب عن فعل الحسن والحسين عليهما السلام قريبا مما ذكر في جواب الإشكال الأول. وتبيانا للحق واتضاحا للواقع يلزم علينا في هذا المقام التعليق على قوله (ره) بما نراه أحق، لأن كلامه صار سببا لإنكار علم الإمام بكلية الأمور أو أشخاصها، ويكون تعليقنا على كلامه بعنوان (قوله - أقول)، فنقول:
(قوله) فإجماعنا أن الأمر على خلاف ما قال وما أجمعت الشيعة على هذا القول...
(أقول) فيه أولا أنه منقوض بما ذكره الصدوق في اعتقاداته ص 108: اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة والملائكة أنهم معصومون مطهرون من كل دنس وأنهم لا يذنبون ذنبا لا صغيرا ولا كبيرا ولا يعصون ما أمرهم الله ويفعلون ما يؤمرون، ومن نفى عنهم العصمة في شئ من أحوالهم فقد جهلهم ومن جهلهم فهو كافر. واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل أمورهم وأواخرها، لا يوصفون في شئ من أحوالهم بنقص ولا عصيان ولا جهل - انتهى.
توضيح كلامه (قده): إذا لا يعلم الإمام بالجزئي الخارجي كيف يتحقق عدم العصيان وكيف يكون معصوما وكيف يكون عالما بالجزئي الخارجي حكما كان أو موضوعا وكيف يسأل منه عن كل واقعة جزئية كانت أو كلية والعصمة مترتبة على العلم وإذا كان لا يعلم كان ناقصا يمكن إسناد الجهل إليه في الأمور الجزئية لعدم الواسطة بين الجهل والعلم.