وآله فهم يعملون بها ولا ينبغي قياس الأحكام المتعلقة بهم على أحكامنا.
وبعد الاطلاع على أحوال الأنبياء عليهم السلام وإن كثيرا منهم كانوا يبعثون فرادى إلى ألوف من الكفرة ويسبون آلهتهم ويدعون إلى دينهم ولا يبالون بما ينالهم من المكاره والضرب والحبس والقتل والإلقاء في النار وغير ذلك لا ينبغي الاعتراض على أئمة الدين في أمثال ذلك. مع أنه بعد ثبوت عصمتهم بالبراهين والنصوص المتواترة لا مجال للاعتراض عليهم، بل يجب التسليم لهم في كل ما يصدر عنهم عليهم السلام.
على أنك لو تأملت حق التأمل علمت أنه فدى نفسه المقدسة دين جده ولم يتزلزل أركان دولة بني أمية إلا بعد شهادته عليه السلام، ولم يظهر للناس كفرهم وضلالتهم إلا عند فوزه بسعادته - الخ.
أقول: هذا كلام تام يصحح جميع أفعالهم خصوصا فعل الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام. وإيضاح ذلك قوله تعالى لنبيه (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين على القتال) [النساء: 86].
في روضة الوافي 1 / 61 عن الكافي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إن الله تعالى أنزل الله تعالى أنزل على نبيه كتابا قبل وفاته فقال: يا محمد هذه وصيتك إلى النجبة من أهلك قال: وما النجبة يا جبرئيل - الخ وقد ذكرناه في كتابنا عقيدة الشيعة في الإمامة ص 23 وذكرنا أيضا كيفية عملهم وكذلك ورد في كتاب الغيبة للطوسي ص 90.
في البحار 42 / 257 (تذنيب) سئل الشيخ المفيد قدس الله روحه في المسائل العكبرية: الإمام عندنا مجمع على أنه يعلم ما يكون، فما بل أمير المؤمنين