وحاصل ما يستفاد من هذه الآيات أن علم الرسول صلى الله عليه وآله من الله تعالى لا يشاركه في علمه وهو سيد المرسلين وخاتم النبيين، ولا يشاركه في إيجاد الخلق ورزقهم وحياتهم وموتهم وغير ذلك من أفعال الله المختصة بذاته تعالى فكيف بحال الأئمة عليهم السلام (وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) ولعن الله الغلاة.
ووجوب السؤال والإطاعة وغير ذلك لا يمكن إلا عمن يعلم جميع الأحكام الدينية بحيث لا يجهل شيئا من ذلك حتى الأرش في الخدش كما في مصحف فاطمة عليها السلام وهو عندهم عليهم السلام، وهكذا العلم باللغات والصنائع كما سبق بيان ذلك من المجلسي (ره).
وأما الأخبار بصورة عامة فهي الواردة في أبواب اضطرار الناس إلى الحجة ولولا الحجة لساخت الأرض بأهلها وغير ذلك، وحاصلها أن جميع الناس مكلفون بمعرفة الإمام وليسوا معذورين بترك معرفته ولو كانوا معذورين بترك الصلاة والصوم والحج والزكاة لعدم المال وعدم قدرة القيام والقعود فيبدل بتكليف آخر، وأما معرفة الإمام فلا يبدل بشئ ولا يترك على حال، وما نودي بشئ مثل الولاية.
والمراد بالحجة الحجة الكاملة، بحيث يعلم كل ما يسأل عنه أجاب أم لن يجب لمصلحة اقتضت عدم الجواب، فلا بد من التسليم لأمرهم عليهم السلام على كل حال.
وأما الأخبار الدالة على ذلك عموما وخصوصا فكثيرة جدا نذكر بعضها هنا توضيحا للمراد: