أوهم أنه يريد اليهود ولم يسمهم، بينما سماهم أبو موسى! ففي مجمع الزوائد: 1 / 150، عن أبي موسى قال: قال رسول الله (ص): إن بني إسرائيل كتبوا كتابا واتبعوه وتركوا التوراة). لكنه كلام لا ينطبق على تاريخ اليهود ولا النصارى أبدا! فالذي حدث بعد نبي الله موسى عليه السلام أن أكثر قومه أطاعوا وصيه يوشع عليه السلام مدة قليلة ثم انقلبوا على أعقابهم بعد يوشع ولم يقبلوا الأوصياء عليهما السلام، بل شكلوا دولة القضاة التي هي أشبه بدولة الخلفاء القرشية. وفي هذه المدة لم يكتبوا أحاديث موسى ولا يوشع عليه السلام، بل قاموا بتحريف التوراة.
والأمر بعد داود وسليمان عليهما السلام أوضح، فقد انقلبوا على أعقابهم أيضا ولم يقبلوا آصف بن برخيا الذي كان وصي سليمان عليهما السلام، والذي ذكره الله تعالى في القرآن بقوله: قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك! وبعد ذلك بزمان طويل كتبوا كتبا في تشريعات موسى عليه السلام! ولكنهم لم يكبوا عليها ولم يتركوا التوراة، لأنها شروح للتوراة المحرفة، متجانسة معها.
أما النصارى فبعد تضييعهم الإنجيل كتبوا الأناجيل الموجودة وأكبوا عليها!
فالذين عناهم أبو موسى وعمر لا وجود لهم!!
4 - تشير النصوص إلى أن تدوين السنة كان مطلبا ملحا لعامة الصحابة، وأنهم ضغطوا على عمر فاستمهلهم ليفكر في الأمر، وفكر شهرا حتى هدأ جوهم، ثم صعد المنبر وأعلن للمسلمين ما عزمه الله له! (فأشاروا عليه أن يكتبها، فظل عمر يستخير الله فيها شهرا! ثم أصبح يوما وقد عزم الله له فقال...)؟! فهل نزل الوحي على عمر بأن رأيه وعزمه بمنع كتابة السنة هو عزم الله تعالى، وأن أمره الولاة بمحو المكتوب منها وإحراقه، قرار من الله تعالى؟!
* *